لطالما أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجدل حول ظهوره المتكرر مع كلبه "كوني" في المناسبات الرسمية، وهو ما اعتبره البعض رسالة مقصودة لتحفيز الهيبة أو تخويف الخصوم. فما القصة الحقيقية وراء هذا السلوك؟
الكلب "كوني" وأزمة ميركل في سوتشي
من بين أشهر المواقف التي أثارت الاهتمام، اللقاء الذي جمع بوتين بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في منتجعه بسوتشي عام 2007. في ذلك الاجتماع، أدخل بوتين كلبه الأسود "كوني" إلى الغرفة، على الرغم من معرفة الجميع بخوف ميركل من الكلاب منذ أن تعرضت للعض في عام 1995.
وفي مذكراتها الجديدة "الحرية" (Freiheit)، التي نشرت مقتطفات منها صحيفة دي تسايت الألمانية، اتهمت ميركل بوتين باستخدام "كوني" كأداة لإبراز القوة، مشيرة إلى أنه كان يعتمد على مثل هذه الأساليب بشكل متكرر، سواء عبر التأخر عن الاجتماعات أو القيام بتصرفات محرجة لضيوفه.
بوتين يرد: "لم أقصد التخويف"
في مقابلة لاحقة مع صحيفة بيلد الألمانية، نفى بوتين نيته إثارة الخوف لدى ميركل، مؤكدًا أن إدخال الكلب كان "بادرة ودية". وقال: "عندما أدركت أنها لا تحب الكلاب، قدمت اعتذاري على الفور".
ترامب وميركل: علاقة معقدة ومواقف غريبة
لم يكن بوتين الشخصية المثيرة للجدل الوحيدة التي تحدثت عنها ميركل في مذكراتها، إذ تناولت أيضًا تعاملها مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وكشفت ميركل أن ترامب كان مفتونًا ببوتين وسألها خلال اجتماع في البيت الأبيض عام 2017 عن طبيعة علاقتها بالرئيس الروسي. وذكرت أن ترامب كان يسعى دائمًا لإثارة الشعور بالذنب لدى محاوريه، مضيفة: "في الوقت نفسه، بدا وكأنه يريد أن يحبه الجميع".
أحد المواقف المحرجة التي تطرقت إليها ميركل كانت رفض ترامب مصافحتها أمام الكاميرات خلال زيارة للبيت الأبيض. وقالت: "همست له بأن علينا أن نصافح أيدينا مجددًا، ولكنني أدركت لاحقًا أنه أراد فقط إثارة الجدل وجذب الأنظار".
ميركل تطلب نصيحة البابا
وفي محاولة للتعامل مع تحديات القادة العالميين، كشفت ميركل أنها طلبت نصيحة من البابا. وأوضحت: "سألته كيف يمكن التعامل مع الاختلافات الجوهرية بين القادة، فأجابني: انحني، انحني، لكن تأكدي ألا تنكسري. كانت نصيحته عميقة وأثرت فيّ كثيرًا".
بوتين والكلاب: رسالة مزدوجة؟
يبقى السؤال: هل يحرص بوتين على اصطحاب كلبه "كوني" في المناسبات الرسمية بدافع حبه للحيوانات، أم كجزء من استعراض القوة أمام خصومه؟ مهما كان الدافع، فإن هذه الحوادث تكشف جانبًا مثيرًا من شخصية الرئيس الروسي وطريقة تعامله مع السياسة الدولية.
