وسط التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تواصلت الهجمات المتبادلة بين الطرفين، بينما تبرز في الأفق مفاوضات تسوية قد تفضي إلى وقف إطلاق النار قريبًا.
حيث استهدفت إسرائيل معقل حزب الله في بيروت بعد سلسلة من التفجيرات في منطقة الضاحية، بينما واصل حزب الله إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل، بما في ذلك 20 صاروخًا على نهاريا والجليل الغربي صباح اليوم الإثنين. في الوقت ذاته، سُجلت إنذارات في الجليل الغربي عقب اعتراض طائرة مسيرة.
مفاوضات التسوية والتحديات السياسية
على الرغم من القصف المتبادل، هناك تقدم في مفاوضات التسوية بين الطرفين، حيث تم تسريب معلومات عن احتمالية توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في المستقبل القريب. الصحف اللبنانية أشارت إلى أن لبنان يرفض التكهنات حول الاتفاق ويترقب الرد الرسمي. ومن جانبه، أجرى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس مناقشات بشأن هذه الاتصالات، ليُعلن مسؤولون في لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة عن موافقة إسرائيل المبدئية على التسوية، بشرط الموافقة النهائية من مجلس الوزراء الإسرائيلي.
موعد حاسم لتوقيع الاتفاق
المبعوث الأمريكي آموس هوكستين الذي يتوسط في المحادثات، أخبر الطرفين أنه إذا لم يتم قبول الاتفاق قريبًا، فإنه سيُسحب من المفاوضات. وأوضح هوكستين أن إسرائيل قد وافقت بالفعل على التسوية، وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل. لكن إدارة واشنطن تخشى أن تؤخر إسرائيل إتمام الاتفاق لأسباب سياسية، ما قد يؤدي إلى عرضه على مجلس الأمن الدولي، كما حدث في نهاية إدارة أوباما.
تفاصيل الاتفاق المحتمل
التسوية المقترحة تعتمد على قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب لبنان الثانية في 2006. بحسب التسريبات، حزب الله سيُطلب منه الانسحاب شمال نهر الليطاني خلال 60 يومًا، في الوقت نفسه الذي سيُطلب من إسرائيل الانسحاب من القرى التي سيطرت عليها في جنوب لبنان. وخلال هذه الفترة، ستعزز قوات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة (يونيفيل) وجودهما في جنوب لبنان.
الآلية التنفيذية والضمانات
سيتم إنشاء آلية تنفيذية جديدة بقيادة الولايات المتحدة لضمان تطبيق بنود الاتفاق. لكن النقطة الرئيسية في المفاوضات تتعلق بحق إسرائيل في الرد على أي انتهاكات مستقبلية من حزب الله. بحسب التقارير، قد يتم تضمين "وثيقة جانبية" أمريكية تمنح إسرائيل إذنًا بالرد على أي هجمات من حزب الله.
التحديات السياسية داخل إسرائيل
القرار النهائي بشأن الاتفاق قد يتأثر بالضغوط السياسية داخل إسرائيل. فقد عبّر إيتامار بن جفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، عن انتقاداته للمفاوضات، مؤكدًا أن الاتفاق مع لبنان يعد خطأً كبيرًا وأنه فرصة ضائعة للحد من قوة حزب الله. ورغم الانتقادات، لم يهدد بن جفير بحل الحكومة، لكنه حذر من إيقاف العمليات العسكرية ضد حزب الله قبل تحقيق الانتصار التام.
أخبار لبنان اليوم
بينما تواصل الأطراف التفاوض للوصول إلى حلول سلمية، يظل الوضع في الجنوب اللبناني و شمال إسرائيل هشًا، ويحتاج إلى مراقبة دقيقة من قبل المجتمع الدولي. مع التقدم في مفاوضات التسوية، يبقى السؤال حول ما إذا كانت إسرائيل ستقبل التسوية في الوقت المحدد، أم ستؤجل الأمر لأسباب سياسية مع استمرار الصراع.
تابع أحدث الأخبار عبر