مشاركة نسائية مغربية “مكثفة وحماسية” عرفتها وقفة تضامنية مع المرأة عامة، ونساء فلسطين ولبنان خاصة، جرت مساء اليوم الإثنين، بمناسبة حلول 25 نونبر الذي يصادف إحياء “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة”، بالساحة المقابلة لمقر البرلمان بالرباط، وكانت دعت إليها السكرتارية الوطنية للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، في نداء لها قبل أيام.
وشهدت الوقفة، التي دامت أكثر من ساعة، حضوراً نسائيا وازناً ومن مختلف الأطياف المدنية والسياسية والنقابية، فيما عرفت إلقاء كلمات من طرف سعاد البراهمة، عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فضلا عن نساء يمثلن أطيافاً إسلامية، خصوصا من نساء جماعة “العدل والإحسان”.
ورُفعت خلال الوقفة شعاراتٌ صدحَت بها أصوات نسائية خالصة أشادت فيها نساء الرباط والنواحي بـ”صمود وتضحيات المرأة الغزّاوية خاصة، رغم آلة القتل والإبادة الجماعية المقصودة تجاههُنّ وتجاه أطفالهن”. كما تجددت الدعوة إلى مناهضة التطبيع ودعوة الدولة المغربية إلى اتخاذ خطوات ملموسة نحو قطع أي علاقة مع إسرائيل.
وقالت الجبهة في نداء الوقفة إنها تتزامن مع “مناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 نوفمبر من كل عام، ودعمًا لكفاح الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده الأسطوري في وجه حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها بشكل متواصل لما يزيد عن السنة، منذ انطلاق ملحمة طوفان الأقصى المجيدة”، مشددة على “اعتزازها بنضالات وتضحيات نساء فلسطين، تحت شعار [المرأة الفلسطينية: صمود ضد التقتيل الصهيوني ومن أجل المقاومة حتى التحرير]”.
وفي تصريح لهسبريس على هامش الوقفة قالت نبيلة منيب، نائبة برلمانية الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، إن “هذه الوقفة أمام البرلمان تزامناً مع تخليد المنتظم الأممي اليوم العالمي 25 نونبر تأتي للتنديد بكافة أشكال العنف ضد المرأة بوجه عام، وتقتيل وتجويع وتشريد المرأة الفلسطينية على وجه الخصوص”، مردفة: “النضال متواصلٌ للحد من كل أشكال العنف الممارس ضد النساء أينما وُجدن، وتخليد هذا اليوم العالمي مناسبة لنتذكّر نضالات المرأة في فلسطين من أجل التحرر والانعتاق من ربقة الاحتلال الصهيوني الغاشم”.
في السياق ذاته تحدثت سعاد البراهمة، عضو المكتب التنفيذي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومنسقة اللجنة المركزية لحقوق المرأة بـ”AMDH”، مؤكدة في جواب عن سؤال لهسبريس أن “هذه الوقفة اليوم لا تقتصر فقط على التضامن مع المرأة الفلسطينية في مواجهة جرائم إبادة جماعية يعانينها باعتبارهن حاضنات للمقاومة والشعب الفلسطينيَيْن، تخليداً لليوم الدولي لمناهضة العنف ضد النساء، بل هي ضد كل أشكال العنف التي تتعرض لها المرأة المغربية”، منددة بما تعيشه الأخيرة من “عنف اقتصادي، على الخصوص باعتباره من أشدّ أنواع العنف”، وفق تعبيرها.
وقالت الحقوقية المغربية: “نحن هنا لمطالبة المنتظم الدولي بوقف العدوان والنزيف الذي استمر لسبعين عاماً؛ كما نذكّر بضرورة احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعاملات المغربيات اللواتي يعانين التسريح الجماعي…”، مذكّرة بـ”حرمان نساء في الحوز ومناطق متضررة من الفيضانات من حقهن في الإسكان والشغل…”.
من جهتها شددت خديجة مسامح، عضو الهيئة العامة للعمل النسائي لـ”جماعة العدل والإحسان”، على أن هذه الوقفة “تعبير عن التضامن مع المرأة الغزاوية خاصة، التي عانت كل أشكال الإرهاب والتجويع، واستطاعت أن تبني لنا رجالاً واجهوا بكل جرأة ويقين أعتى القوى الصهيونية العالمية التي تعمل جاهدةً على إسكات صوت الحق وإبادة هذا الشعب”، مبرزة في حديثها لهسبريس أن “التضامن أيضا شامل للنساء اللبنانيات والنساء عموما اللّاتي يعانين ويلات الحروب والتجويع والقهر، رغم الشعارات الأممية والعالمية الداعية لحماية حقوق النساء في يوم عالمي يتغنى بالشعارات”، وفق تعبيرها.
وجدد نشطاء الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع ودعم فلسطين موقفهم “دعمًا لصمود المرأة الفلسطينية في وجه الاحتلال وآلته الإجرامية، واعتزازًا بكفاح عموم الشعب الفلسطيني حتى التحرر والاستقلال”، معتبرين أن “مناسبة 25 نونبر محطة قوية ومتميزة للتضامن مع كافة النساء ضحايا العدوانية الصهيونية، خاصة في لبنان وبالمنطقة عموما، وللتنديد بكافة أشكال العنف ضد المرأة، ومن أجل دعم النضال النسائي المشترك دفاعا عن حقوق المرأة وكرامتها ببلادنا وعبر العالم”، حسب نداء صادر في الموضوع.