في الوقت الذي يتواصل فيه الجدل في المغرب حول أسعار التعليم الخاص، دافع محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، عن الفاعلين في هذا القطاع، قائلا إنه كوزير “يكن لهم احتراما وتقديرا كبيرين”، لدورهم “في تقليص الضغط على المدرسة العمومية”، مسجلا أن المدارس الخصوصية تستقبل مليون تلميذ وتلميذة من المتمدرسين الإجماليين في المملكة و”تنجح في تعليمهم”.
وفي “تفضيل” من الوزير للمدرسة “المقاولاتية”، الذي تجسد في قوله “لا أريد تبخيس التعليم العمومي ولكن الحقيقة واضحة”، ذكر أن “أهمية التعليم الخاص بادية من خلال أن 75 في المائة من المقبولين في الاختبارات النهائية لكليات الطب يأتون من التعليم الخاص، فيما يفد فقط نحو 13 في المائة من التعليم العمومي إلى هذه الكليات”، مذكرا بأن شروط ولوج هذه المؤسسات الجامعية هي الحصول على أعلى المعدلات في شهادة البكالوريا.
وقال سعد برادة، الذي كان يناقش الميزانية الفرعية لوزارته في لجنة التعليم بالغرفة الثانية، إن “هذه حقيقة ولها تفسير، هو أن الأسر بدورها تضمن متابعة أطفالها وتوفر لهم دروسا إضافية خارج الفصل، وتسهر المؤسسات الخاصة على ضمان توفر الأستاذ على الكفاءة والتكوين الجيد. الأمور مختلفة والمقارنة لا تستقيم، ولكن الحقيقة لا غبار عليها”، مسجلا في سياق مشابه أيضا أن “المدارس الخاصة توفر الجودة”، وتساءل: “يوا فين تكافؤ الفرص؟”.
وزاد المسؤول الحكومي: “دورنا أن نوفر اليوم الشروط نفسها للتلميذ الذي لا تتوفر عائلته على إمكانيات”، مضيفا أن “هذا بالتحديد ما تحاول المدرسة الرائدة القيام به في المغرب الآن من خلال حرص الأساتذة على أن يحظى مجمل المتعلمين من المكتسبات التعليمية نفسها داخل الفصل”، وأورد: “أطر التدريس في هذه المدارس اليوم يقدمون دروس دعم وساعات إضافية لفائدة التلاميذ المتأخرين حتى يلتحقوا بزملائهم”.
“اليوم، المدرسة العمومية تقدم هذه الدروس الإضافية وهي مدفوعة التكاليف من طرف السلطات العمومية”، يقول الوزير، مضيفا أن “الرهان هو التقليص من نسبة توجه المتمدرسين في الخاص إلى التكوينات ذات الاستقطاب المحدود”. وأوضح: “مثلا، تحدثنا عن 75 في المائة قادمة من الخاص، ونحن نود أن نرفع من مستوى منافسة المتمدرسين في مؤسسات الدولة لتصبح النسبة 70 في المائة أو أكثر مستقبلا”.
وقرب رجل الأعمال المثير للجدل منذ تعيينه المستشارين من خريطة التمدرس بالمملكة، مسجلا: “إجمالا، يوجد حوالي 8 ملايين تلميذ، منهم 1 مليون يدرسون في المدارس الخاصة، و4.5 ملايين في التعليم الابتدائي، و2 مليون في التعليم الإعدادي، و1.3 مليون في التعليم الثانوي التأهيلي”، وزاد: “سيتم بناء 181 مؤسسة تعليمية و2230 قسما جديدا للتعاطي مع الاكتظاظ الذي وجدنا أنه يواجهه أيضا مشكل التخطيط”.
وبخصوص المدرسة الرائدة التي تم استلهامها من التجربة الهندية، قال سعد برادة إن الخبراء من هذا البلد الآسيوي حين يتم استفسارهم عما حققه المغرب، يقولون إن “التجربة الوطنية قد تخطت بكثير ما حققته الهند”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر جاء نتيجة لعوامل أساسية، منها أن الإصلاح يدخل القسم للمرة الأولى حيث صار المفتش مدربا (كوتش) يواكب الأساتذة”، بتعبيره.