علمت هسبريس من مصادر جيدة الاطلاع أن عز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، توصل بملف من 50 صفحة تضمن معطيات خطيرة حول اتهامات بوجود شبهة فساد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك في الدار البيضاء، تحديدا في مباريات توظيف الأساتذة المحاضرين.
وأفادت المصادر ذاتها بأنه بعد صدور نتائج الانتقاء الثاني لاجتياز المقابلة الشفوية لمباراة توظيف أستاذ محاضر بكلية بنمسيك-تخصص الفلسفة، دورة 28 أكتوبر 2024، أثار عدد من المرشحين لهذه المباراة تساؤلات حولها، موضحة أن من جملة الملاحظات التي طالت هذه المباراة، المدة الزمنية القصيرة جدا بين الإعلان عن النتيجة وتاريخ إجراء المقابلة، إذ نشر الإعلان على منصة الكلية، البوابة الإلكترونية للوظيفة العمومية، في أقل من 48 ساعة من تاريخ المقابلة الشفوية.
وأضافت المصادر ذاتها أن الحيز الزمني المتعارف عليه بين الإعلان عن النتيجة وتاريخ إجراء المقابلة الشفوية هو 7 أيام، مؤكدة أن المرشحين استغربوا واقعة علم المشاركين في المباراة، باستثناء المعنيين الثلاثة، بنتيجة الاختبار الأول الخاص بالملفات العلمية، بعد إجراء المقابلة الشفوية، متسائلين في السياق ذاته حول ضرب هذه الواقعة مبدأ الحق في المعلومة وحرمانها المرشحين من حق الطعن في نتائج الانتقاء لإجراء المقابلة، مؤكدة أن التساؤلات امتدت إلى حالات إقامة أحد المعنيين بالاختبار الشفوي في الداخلة أو السعيدية، أو وجوده خارج المغرب في ندوة أو مهمة علمية، ما يطعن في تكافؤ الفرص أيضا.
وسجلت المصادر نفسها أن “غياب أي مرشح من خارج الكلية عزز الشكوك، إذ إن المرشحين الثلاثة كلهم ينتمون إلى كلية الآدب والعلوم الإنسانية ابن مسيك، بل إن اثنين من هؤلاء أشرف على أطروحتهما أستاذ واحد”، مبرزة أنه رغم قانونية وجود عضوين من أعضاء لجنة الامتحان في لجنة مناقشة أطروحة أحد المنافسين، إلا أن تساؤلات طرحت من قبل مرشحين حول وجود اثنين في لجنة واحدة، في ظل وفرة الأساتذة من خارج الكلية، ما من شأنه أن يؤثر في نتيجة الانتقاء، ويضرب مبدأ تكافؤ الفرص.
وأفاد مصدر مأذون من إدارة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريح لهسبريس، بأن مباراة التوظيف المعنية احترمت جميع الشروط الإدارية والقانونية الجاري بها العمل، موضحا أنه تم تلقي طلبات المرشحين عبر المنصة الإلكترونية، فيما تم تكوين اللجنة المشرفة بطريقة قانونية تنسجم مع المعايير المطلوبة، إذ اجتمع أعضاؤها أكثر من مرة، ووضعوا شروط انتقاء موحدة أخضعوا لها جميع المرشحين، ليختاروا ثلاثة منهم، استدعوا من أجل اجتياز المقابلة الشفوية، مشددا على أن مزاعم اختصار المدة الزمنية بين الإعلان والمقابلة في 48 ساعة تفندها حقيقة أن المتضرر الوحيد هو المرشح المقبول، إذ لم يتخلف أي من المرشحين المدعوين عن الحضور، مشيرا إلى أن تقريرا بشأن المباراة سينجز من قبل إدارة الكلية، ويسلم إلى الطالب المحتج قريبا.
وأثار الطاعنون في نتائج الانتقاء الثاني في مباراة توظيف أستاذ محاضر-تخصص فلسفة شبهات مصالح متبادلة بين مدير مختبر الفلسفة وقضايا العصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك وباحث، منذ أن كان طالبا باحثا بالكلية ذاتها، إضافة إلى اتهامات إلى المسؤول المذكور بشبهات ابتزاز وإقصاء مرشحين عمدا خلال المباراة موضوع الطعن.
وتصدرت كلية العلوم ابن مسيك، المتاخمة لكلية الآداب والعلوم الإنسانية، المشهد قبل أشهر، بعدما أثار عميدها السابق الجدل في حفل تخرج طلبة المدرسة العليا للتكنولوجيا حين رفض توشيح طالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، ما أثار جدلا واسعا في الجامعات، وأجج مطالب بعزله رغم اقترابه حينها من التقاعد.