لقي ريال مدريد هزيمته الثالثة في "مرحلة الدوري" من مجموعات دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما سقط في ملعب "أنفيلد" أمام ليفربول بهدفين نظيفين، ليحصد الأخير ثلاث نقاط جديدة حافظ بها على العلامة الكاملة من خمس مباريات خاضها.
أثناء عملية بناء اللعب build up كان ريال مدريد يمارس الضغط العالي بواسطة ثلاثة لاعبين، هم براهيم دياز في المنتصف، وعلى يساره كيليان مبابي، وعلى يمينه أردا غولير، وذلك أمام 4 لاعبين من ليفربول هم فيرجيل فان دايك، وإبراهيما كوناتيه، وأندرو روبيرتسون، ومن أمامهم غرافينبرخ. يمكنك أن تضم في الصورة لاعبًا من كل فريق هما الظهير الأيمن كونور برادلي من ليفربول، وجود بيلينغهام من ريال مدريد، ليصير الرسم التكتيكي 5 لاعبين من الريدز أمام 4 لاعبين من ريال مدريد.
الليفر كان قادرًا على ضرب تكتيك "الميرنغي" الدفاعي بتمريرة أمامية من فان دايك إلى غرافينبرخ، حاول براهيم دياز مرارًا إيقاف البعض منها، وقد فعل. لكن عندما تمر الكرة بنجاح كانت قطع الدومينو تبدأ في السقوط، بوصول الكرة إلى ماك أليستر ثم إلى طرفي الملعب سواء صلاح أو دياز.
عندما حانت الدقيقة العاشرة كان كارلو أنشيلوتي يشير إلى لاعبه أردا غولير بالعودة لمجاورة ثلاثي الوسط، والتحول لطريقة 4/4/2 تاركًا مبابي ودياز فقط في مواجهة رباعي دفاع ليفربول، لتصير عملية خروج الكرة للريدز أسهل كثيرًا، لكنها باتت أصعب في النصف الآخر من الملعب.
سلوت وقطعة الشطرنج التي غيّرت الكثير أمام ريال مدريد
لم يقف أرني سلوت ساكنًا بين شوطي المباراة، بل أعطى تعليماته بصعود كونور برادلي ليمارس أدوارًا أكثر هجومية، بعدما صار أمرًا عديم المعنى أن يستهلك 4 لاعبين في مواجهة لاعبين فقط من الريال، ومن هنا كان الظهير الأيمن للريدز المحفّز لفكرة المدير الفني لنادي ليفربول بتحريك الكثير من الأمور، والبدء في صناعة زخم واضح في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني.
مع تحرك برادلي للعمق والأمام، قام بسحب جود بيلينغهام إلى الخلف تاركًا صلاح في موقف واحد لواحد مع فيرلاند ميندي، عندما يُرسل فان دايك الكرة القُطرية المباشرة إلى الملك المصري.
تحركات برادلي كانت إما لإيجاد لاعب إضافي كان قادرًا على التمركز في الجيوب التي يتركها ريال مدريد أو حتى بتحرك مكرر في محاولة لاستغلال إحدى الكرات الساقطة خلف دفاع "البلانكوس"، فتفطّن روديغير لواحدة قبل أن تخادعه الثانية ويكاد برادلي يسجل في مرمى كورتوا.
لم تمر أكثر من 20 ثانية على تلك اللقطة حتى كان ماك أليستر يستغل سرحان نادر لكامافينغا ليتوغل أمام منطقة الجزاء، لكنه احتاج للمساندة من أحد اللاعبين الخاليين من الرقابة، ليتلقى التمريرة الثانية داخل منطقة الجزاء، فكان الحل من جديد مع برادلي الذي ضمن سلوت بتحريكه للأمام أن يكون مساندًا لكل تلك العمليات، ليمرر الظهير الأيمن الكرة المطلوبة للاعب الوسط الأرجنتيني الذي سجل ببراعة.
كان التحريك الذكي من جانب سلوت عاملًا محفزًا لكل ما أتى بعد ذلك، في مباراة كان الريدز يفرض نفسه فيها كسيد دور المجموعات في الوقت الحالي، وكذلك متصدر منفرد للدوري الإنجليزي الممتاز، في انطلاقة كالحلم للمدرب الهولندي الجديد خلفًا للأسطورة يورغن كلوب.