في خطوة دبلوماسية هامة، يجتمع اليوم في مدينة جنيف السويسرية دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون لبحث تطورات الملف النووي الإيراني، وذلك قبيل عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، هذه المحادثات تأتي في وقت بالغ الحساسية، حيث تتزايد المخاوف من تصاعد التوترات في المنطقة، ويأمل المجتمع الدولي في أن تساهم هذه اللقاءات في خفض التصعيد وإيجاد حلول للملف النووي الذي يثير قلق العديد من الأطراف الدولية.
تفاصيل المحادثات
تتمحور الاجتماعات حول إمكانية استئناف المحادثات الجادة لحل التوترات المتصاعدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، في الوقت الذي يتجه فيه ترامب للعودة إلى منصبه في يناير 2025.
حيث يشارك في هذه المحادثات نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، بالإضافة إلى دبلوماسيين من بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وهي الدول التي تشكل الترويكا الأوروبية التي كانت جزءًا من الاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015.
التوترات والاتهامات بين إيران والاتحاد الأوروبي
في خضم هذه المحادثات، جددت إيران دعوتها للاتحاد الأوروبي للتخلي عن سلوك اعتبرته "غير مسؤول"، في إشارة إلى ما وصفته بالتصرفات الأنانية في التعامل مع قضايا المنطقة.
وجاء ذلك بعد لقاءات سابقة مع الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا في جنيف، حيث شهدت العلاقات بين الطرفين توترًا متزايدًا بسبب قرارات أوروبا الأخيرة التي كانت تدين الأنشطة النووية الإيرانية.
السياسة الأمريكية تحت إدارة ترامب
من المتوقع أن تشهد مرحلة ما بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض تصعيدًا في السياسة الأمريكية تجاه إيران، خاصة في ضوء توقعات بأن يتبنى ترامب مجددًا سياسة "الضغط الأقصى" التي كانت تهدف إلى عزل إيران اقتصاديًا.
هذا النهج قد يضع ضغوطًا إضافية على طهران، ويزيد من تعقيد جهود التوصل إلى اتفاق نووي جديد. في المقابل، ترى إيران في هذه المحادثات فرصة للضغط من أجل رفع العقوبات التي فُرضت عليها بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018.
موقف الدول الأوروبية
على الرغم من الضغوط المتزايدة من إيران ودول أخرى، حافظت الدول الأوروبية على موقف متوازن بين الضغط على إيران للحفاظ على قيود صارمة على برنامجها النووي، وبين الحفاظ على قنوات الحوار الدبلوماسي.
ومع تصاعد الدعم العسكري الإيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، اتخذت أوروبا موقفًا أكثر تشددًا في الآونة الأخيرة، إلا أنها ما زالت تفضل البحث عن حلول دبلوماسية للحفاظ على الاستقرار في المنطقة.