قرر المجلس الأعلى للجامعات العودة إلى الأسئلة المقالية اعتبارًا من امتحانات الجامعات العام الدراسي 2024 - 2025، على أن يكون نظام امتحانات "الاختيار" من متعدد "البابل شيت" فى الامتحانات نظام التقييم الوحيد على مستوى المقررات التخصصية بكليات الجامعات، اعتبارًا من العام الدراسى الجارى.
امتحانات الجامعات
وأكد المجلس الأعلى للجامعات، أنه ابتداء من الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الحالي 2024 - 2025 الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي (2025/2024) سوف يكون نظام أسئلة جميع الاختبارات لجميع الفرق بالكلية في النظام العام والبرامج النوعية على مستوى الاختبارات الورقية والإلكترونية هو خليط من أسئلة الاختيار من متعدد والأسئلة المقالية.
واستطلع "كشكول"، آراء عددا من الخبراء، حول قرار المجلس الأعلى للجامعات، ومدى تأثيره على العملية التعليمية في الجامعات.
قال الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، إن مجلس الجامعة ناقش تفعيل القرار الصادر من المجلس الأعلى للجامعات بعدم الاعتماد الحصري على نظام «البابل شيت»، في تقييم المقررات التخصصية بالجامعات، وأهمية دمج الأسئلة المقالية لقياس الفهم والتعبير بشكل أفضل، لافتا إلى أن الأسئلة المقالية تسهم في تعزيز التفكير النقدي وترابط المحتوى الدراسي، ما يُساعد الطلاب على تحقيق استيعاب شامل للمقررات، لافتًا أن هذا القرار لا يعني بأي حال من الأحوال إلغاء نظام الـ«بابل شيت» بل يتم الدمج بين النظامين.
الامتحانات تراعي كُل مُستويات الطلاب
وأشار رئيس جامعة قناة السويس، إلى أن الامتحانات تراعي كُل مُستويات الطلاب، مع التركيز على الموضوعات ذات الأولوية العملية بعد التخرج، ودمج أساليب تقييم متنوعة لتحقيق شمولية وعدالة أكبر، خاصة في الكليات العملية والتطبيقية.
ومن جانبه، أكد الدكتور وائل كامل، الأستاذ بجامعة حلوان، أن النظم التي تعتمد على الأسئلة المقالية تعزز الفهم العميق للمحتوى وتنمي مهارات التفكير النقدي، مما يسهم في تطوير شخصية الطالب بشكل متكامل، لافتا إلى أن النظم التي تعتمد في قياسها على الاختيار من متعدد قد تركز أكثر على قياس المعرفة السطحية أو الحفظ، وأن العديد من الجامعات الأوروبية، مثل جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، تعتمد بشكل رئيسي على الأسئلة المقالية في تقييم الطلاب، حيث تهدف إلى تقييم الفهم العميق والتحليل.
التطبيق في الجامعات العالمية
وأشار كامل، إلى أن النظام التعليمي في بعض الجامعات الأمريكية يعتمد على استخدام الاختيار من متعدد في بعض المواد، مبينا أن النظم التي تركز على الأسئلة المقالية تعد الطلاب بشكل أفضل لسوق العمل الذي يتطلب مهارات التفكير النقدي والإبداعي، بينما النظم التي تعتمد على الاختيار من متعدد قد تهيئ الطلاب للمعلومات السطحية دون تطوير مهارات التفكير المعمق.
الامتحانات الموضوعية «البابل شيت»
وبدوره قال الدكتور محمد كمال الأستاذ بجامعة القاهرة، إن الامتحانات الموضوعية «البابل شيت» تعد أداة شائعة لتقييم الطلاب، لما تتميز به من سهولة التصحيح ودقتها في قياس المعرفة الأساسية، ومع ذلك، فإن الاقتصار عليها كوسيلة وحيدة للتقييم يثير تساؤلات حول مدى تحقيقها لتقييم شامل وعادل، موضحا أن أبرز الانتقادات الموجهة لهذا النوع من الامتحانات أنه يركز بشكل أساسي على الحفظ والاسترجاع، مما يؤدي إلى إهمال تنمية مهارات التحليل والتفكير النقدي والإبداع، إضافة إلى ذلك، يعتمد الطلاب أحيانًا على التخمين في اختيار الإجابات الصحيحة، مما يجعل النتائج أقل تعبيرًا عن مستواهم الفعلي.
وأشار كمال، إلى أن من المشكلات الأخرى المرتبطة بامتحانات «البابل شيت»، صعوبة تصميم أسئلة دقيقة تعكس أهداف التعلم بوضوح، إذ يتطلب إعداد الأسئلة الموضوعية جهدًا كبيرًا من المعلمين لضمان عدم وجود خيارات مضللة، مع الحفاظ على اتساق الصياغة لتجنب تأثير اللغة على فهم الطلاب للسؤال، كما تظهر الدراسات أن هذا النوع من التقييم قد يدفع الطلاب إلى دراسة سطحية تركز على التفاصيل دون فهم عميق، ما يحد من قدرتهم على الربط بين المفاهيم المختلفة أو تطبيق المعرفة في سياقات جديدة.
وأكد كمال، أن الامتحانات الموضوعية تقلل من الفرص المتاحة لتمييز الفروق الفردية والإبداع بين الطلاب، خصوصًا في التخصصات التي تتطلب مهارات تحليلية وإنسانية عميقة، مشيرًا إلى أن أثناء جائحة فيروس كورونا، فرضت الظروف اعتماد الامتحانات الموضوعية «البابل شيت» بشكل موسع، وهو ما أثار انتقادات واسعة، ومع الوقت أدركت الجهات الأكاديمية ضرورة الجمع بين الامتحانات الموضوعية والمقالية لتلبية متطلبات التخصصات المختلفة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.