دعا الخبراء المشاركون في أشغال الدورة الثامنة لمنتدى طنجة المدينة المستدامة، التي اختتمت أشغالها مساء السبت، إلى تطوير وبلورة خطط استباقية دقيقة تحدد أدوار الفاعلين وآليات التدخل لمواجهة الكوارث الناتجة عن التغيرات المناخية.
وأوصى حوالي 150 مشاركا يمثلون مختلف القطاعات والهيئات المعنية بالبيئة والتغيرات المناخية في المنتدى، الذي انعقد تحت شعار “الصمود الحضري والمدينة المستدامة”، بـ”إدماج مفهوم الصمود الحضري في السياسات المحلية وبرامج التخطيط العمراني”.
كما طالب المشاركون في هذه التظاهرة، التي استمرت يومين، بضرورة إعداد خرائط خاصة بالمخاطر والهشاشة في المدن، اعتمادا على بيانات دقيقة ومضبوطة. وشددوا على أهمية تحسين شبكات النقل العام، وتخصيص ممرات خاصة لتخفيف الضغط على البنية التحتية بمدينة طنجة، في إطار تعزيز الصمود الحضري لمدينة البوغاز.
وحث الخبراء كذلك على تعزيز الصمود الاجتماعي من خلال نشر قيم التضامن والتآزر المجتمعي، بالإضافة إلى اعتماد تقنيات حديثة لاستشعار الكوارث وتنبيه السكان بطرق فعالة. كما أوصوا بضرورة تعزيز الشراكات المحلية والدولية لدعم المبادرات المستدامة.
يذكر أن المنتدى، الذي بلغ دورته الثامنة، أصبح ضرورة ملحة أمام التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المتزايدة، لا سيما في طنجة باعتبارها مدينة ساحلية تواجه مخاطر متزايدة بفعل التغيرات المناخية. كما بات يشكل منصة للنقاش حول كيفية تعزيز صمود مدينة طنجة في مواجهة التغيرات المناخية.
وقد شهدت هذه الفعالية تقديم مداخلات مهمة، إلى جانب تنظيم ورشتي عمل لتعميق النقاش حول الموضوع. وخلصت الورشتان إلى توصيات عملية شملت إجراء تقييم شامل لمناطق الخطر، وإنشاء قاعدة بيانات لمتابعة التغيرات المناخية والمخاطر المحتملة، فضلا عن إنشاء “لجنة للمجتمع المدني للتتبع والترافع وتطوير شبكات تصريف المياه”، بالإضافة إلى تعزيز المساحات الخضراء، وتنظيم حملات توعية لتشجيع السكان على تبني ممارسات مستدامة، واعتماد أنظمة متطورة لاستشعار الكوارث وتنبيه السكان، مع تعزيز قيم التضامن الاجتماعي.