في قرار أثار جدلًا واسعًا، أعلنت دولة الكويت سحب جنسيتها من الفنان داود حسين، أحد أبرز نجوم الكوميديا في الخليج والعالم العربي. القرار، الذي نشرته الجريدة الرسمية "الكويت اليوم" يوم السبت 30 نوفمبر، جاء ليضيف فصلًا جديدًا إلى حياة الفنان الذي عُرف بخفة ظله وأدواره المميزة في الدراما والمسرح والتلفزيون.
مسيرة فنية حافلة
ولد داود حسين في 5 نوفمبر 1958 بمنطقة الصوابر في الكويت، وبدأ شغفه بالفن منذ الصغر من خلال المسرح المدرسي، حيث شارك في أولى خطواته المسرحية في عمل بعنوان "وصية المرحوم" عام 1974. انطلقت مسيرته الاحترافية التي امتدت لعقود، ليصبح أحد أبرز الأسماء في الفن الكويتي والخليجي.
على الشاشة الصغيرة، تألق داود في أكثر من 50 مسلسلًا تلفزيونيًا، من أبرزها: "فتى الأحلام"، "غدًا تبدأ الحياة"، و"عبرة شارع". أما على خشبة المسرح، فقد قدّم 47 مسرحية ذات طابع كوميدي، منها "ألو"، "أزمة وتعدي"، و"فيتامين وأو "، مما عزز مكانته كرمز للكوميديا في المنطقة.
لم تقتصر نجومية داود حسين على الأعمال الخليجية فقط، بل امتدت إلى السينما المصرية حيث شارك في ثلاثة أفلام، أبرزها فيلم "عندليب الدقي" مع النجم محمد هنيدي، بالإضافة إلى "على جنب يا أسطى" و"كنجر حبنا". في عام 1998، دخل عالم الفوازير من خلال "داود في هوليوود"، التي لاقت استحسانًا واسعًا.
محطات في الإعلام والبرامج
إلى جانب التمثيل، كان داود حسين ناجحًا في تقديم البرامج التلفزيونية، حيث أطلّ على الجمهور ببرامج شهيرة مثل "داود شو"، "دوري النجوم"، و"فاصل ونعود مع داود". أسلوبه الكوميدي السلس وقدرته على التفاعل مع الجمهور جعلاه واحدًا من المقدمين المحبوبين في الخليج.
أزمة الجنسية وردّه على القرار
ورغم الشهرة والنجاح، لم تكن رحلة داود خالية من التحديات. فقد حصل على الجنسية الكويتية عام 2001 بموجب قرار من أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، بعد سنوات طويلة كان يحمل فيها جواز السفر البوليفي، وهو ما أثار شائعات عن أصوله غير الكويتية.
في برنامج "يا هلا رمضان"، تحدث داود عن علاقته العميقة بالكويت قائلًا: "ولدت على هذه الأرض، ومنذ يومي الأول وأنا متعلق بها. لم أشعر يومًا أنني غريب هنا. الانتماء للكويت ليس بورقة أو وثيقة، إنه شعور داخلي ينبع من القلب". وأكد قائلًا: "عندما تعشق تراب الأرض، ستضحي بكل شيء لأجلها".
القرار الأخير بسحب الجنسية شكّل صدمة لمحبيه وللوسط الفني، لكن داود حسين بقي محافظًا على هدوئه وتقديره للكويت، مشددًا على أن ارتباطه بالبلد يتجاوز الأوراق الرسمية.
إرث فني لا يُنسى
على الرغم من التحديات، يبقى داود حسين اسمًا محفورًا في ذاكرة الفن الخليجي والعربي. أعماله الفنية التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، وأدواره التي زرعت البسمة في قلوب الملايين، تجعل منه أيقونة فنية تظل حاضرة رغم كل ما يحيط به من أزمات.