خبير مصرفي يرصد المكاسب الاقتصادية لطرح أسهم المصرف المُتحد للاكتتاب

الدكتور هاني أبو الفتوح الخبير الاقتصادي

شهدت البورصة المصرية في الآونة الأخيرة, حدثًا اقتصاديًا بارزًا تمثل في طرح أسهم المصرف المتحد للاكتتاب العام. 

وتحمل هذه الخطوة الاستراتيجية  في طياتها أبعادًا اقتصادية ومالية واستثمارية متعددة، مما يتطلب تحليلًا معمقًا لفهم دلالاتها وآثارها المحتملة على الاقتصاد المصري بشكل عام وعلى القطاع المصرفي بشكل خاص.

 تنويع مصادر التمويل

وأكد الدكتور هاني ابو الفتوح الخبير المصرفي في تصريحات خاصة لـ بلدنا اليوم أن  هذه الخطوة تهدف إلى تنويع مصادر التمويل وتعزيز رأس المال من خلال جذب استثمارات جديدة من الأفراد والمؤسسات، مما يسهم في تعزيز قاعدة رأس المال للبنوك ويمكّنها من التوسع في أعمالها وتقديم خدمات مصرفية متنوعة. كما تسعى البنوك إلى تعزيز الشفافية والحوكمة من خلال إدراج أسهمها في البورصة، إذ يخضع هذا الإدراج لرقابة تنظيمية مشددة، مما يدفع البنوك إلى تبني أعلى معايير الشفافية والحوكمة، وهو ما يعزز ثقة المستثمرين في قوائمها المالية وإدارتها. 

وأشار أنه بالإضافة إلى ذلك، يوفر الطرح سوقًا نشطة لتداول أسهم البنك، مما يزيد من سيولتها ويسهل على المستثمرين شراء وبيع الأسهم، وبالتالي يعزز كفاءة السوق.

ؤأضاف "ابو الفتوح" أن هذا الطرح يساهم في توسيع قاعدة المستثمرين في البنك، مما يزيد من انتشار ملكيته ويقوي علاقته بالمجتمع. وفي إطار أوسع، و بمكن أن يساهم الطرح في دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الحكومة المصرية من خلال تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد وجذب الاستثمارات الأجنبية.

 زيادة رأس المال وتقوية المركز المالي

وأكد أن أهم الآثار المترتبة على هذا الطرح، تنعكس بشكل إيجابي على مختلف الأطراف. بالنسبة للبنوك، يسهم الطرح في زيادة رأس المال وتقوية المركز المالي، كما يعزز الشفافية والحوكمة ويوسع قاعدة العملاء.

وتابع " أما المستثمرون، فيحصلون على فرص استثمارية جديدة في قطاع مصرفي واعد، كما يمكنهم المشاركة في نمو البنوك وتحقيق عوائد مجزية على المدى الطويل، فضلاً عن تنويع محفظة استثماراتهم.

تأثير الطرح على البورصة المصرية 

وقال "أبو الفتوح" بالنسبة للبورصة المصرية، يساهم الطرح في زيادة حجم التداول وسيولة السوق، مما يعزز مكانة البورصة كسوق ناشئ جاذب للاستثمارات. من ناحية أخرى، يسهم الطرح في تعزيز الثقة في الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات الأجنبية، مما يساهم في دعم النمو الاقتصادي.

وتابع الخبير المصرفي "ومع ذلك يعتمد نجاح هذا الطرح على عدد من العوامل المؤثرة، مثل الأداء المالي للبنوك وقدرتها على تحقيق عوائد مجزية للمساهمين,كما تؤثر ظروف السوق الاقتصادية العالمية والإقليمية، ومستوى أسعار الفائدة، وتقلبات الأسواق المالية بشكل كبير على نجاح الطرح. من جهة أخرى، يعد تحديد السعر الاسترشادي للطرح أمرًا بالغ الأهمية، حيث يجب أن يكون السعر عادلًا وجاذبًا للمستثمرين، مع مراعاة التقييمات العادلة للبنوك. كذلك، تلعب جودة عملية التسويق والترويج للطرح دورًا حاسمًا في جذب المستثمرين، إلى جانب السياسات الحكومية الداعمة للقطاع المالي التي تساهم في تعزيز جاذبية الطرح.

 وأوضح أبو الفتوح  أنه على  الرغم من هذه الفرص، فإن هناك عددًا من التحديات المحتملة التي قد تؤثر على نجاح الطرح. من أبرز هذه التحديات هي التقلبات الاقتصادية العالمية التي قد تؤثر سلبًا على شهية المستثمرين، بالإضافة إلى المنافسة الشديدة التي يواجهها القطاع المصرفي المصري، مما قد يؤثر على قدرة البنوك على تحقيق نمو مرتفع.