تحتل الشخصيات الروحانية مكانة مرموقة لما تمثله من رموز للقداسة والشفاعة السماوية، من بين هذه الرموز، نجد "الأربعة والعشرين قسيساً الروحانيين"، الذين يعدون جزءاً مهماً من الإيمان المسيحي في الكنيسة.
يشير الكتاب المقدس، وتحديداً في سفر الرؤيا (الإصحاح الرابع)، إلى رؤية للقديس يوحنا الحبيب عندما صعد بالروح إلى السماء هناك، رأى الله وحوله أربعة وعشرون قسيساً يرتدون ثياباً بيضاء وعلى رؤوسهم أكاليل ذهبية، يجلسون على عروش صغيرة.
وصِفوا بأنهم يمثلون المؤمنين القديسين الذين عاشوا في طاعة وعبادة، ويشاركون في تقديم التسابيح أمام الله باستمرار.
رمزيتهم في الإيمان المسيحي:
-رمز العبادة السماوية :ينظر إلى الأربعة والعشرين قسيساً كرمز للعبادة الحقيقية والمستمرة، حيث يقدمون السجود والتسابيح دون انقطاع.
-شركاء الشفاعة :يمثلون القديسين الذين يشفعون عن البشرية أمام الله، مما يعكس إيمان الكنيسة بارتباط الأرض بالسماء.
-الوحدة بين العهدين القديم و الجديد: يرمزون إلى تكامل العهدين، حيث يعتقد أن الـ24 قسيساً يمثلون أسباط بني إسرائيل الـ12 من العهد القديم، ورسُل المسيح الـ12 من العهد الجديد.
تأثيرهم في الطقوس القبطية :
-في الصلوات و التسابيح: يذكر الأربعة والعشرون قسيساً في القداس الإلهي، حيث تقال التسابيح لهم كجزء من تقديم المجد لله.
-الأيقونات القبطية: تظهر صورهم في العديد من الأيقونات القبطية المحيطة بالمذبح، حيث يتم تصويرهم في هيئة مهيبة تحمل رموز العبادة السماوية.
-التراتيل الروحية: تتضمن بعض التراتيل والصلوات إشارات إليهم، باعتبارهم أمثلة للقداسة والاستمرار في العبادة.