ارتفعت حصيلة القتلى في المعارك المندلعة في شمال سوريا منذ 27 نوفمبر الجاري إلى 602 قتيل، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وتشمل الحصيلة 104 مدنيين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب مئات المقاتلين من الأطراف المتصارعة، في تصعيد خطير يعكس تعقيدات الوضع العسكري والسياسي في المنطقة.
وبحسب المرصد، قتل 299 عنصرًا من هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة، بينما قُتل 199 من قوات النظام والمليشيات الموالية.
عملية ردع العدوان: سياق التصعيد الأخير
تشهد المنطقة الشمالية من سوريا تصعيدًا عسكريًا جديدًا منذ إطلاق عملية "ردع العدوان" في 27 نوفمبر. تقود هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا) الفصائل المسلحة التي اجتاحت قرى وبلدات في محافظة حلب التي تخضع لسيطرة الحكومة السورية.
هذا التصعيد يأتي في وقت حساس، حيث كانت المنطقة قد شهدت هدوءًا نسبيًا منذ استعادة الجيش السوري مدينة حلب بدعم من روسيا وإيران في أواخر عام 2016. إلا أن التوترات المتزايدة أعادت إشعال دائرة العنف.
هيئة تحرير الشام تهاجم والنظام السوري يستعيد مناطق
قال مصطفى عبد الجابر، أحد قادة الفصائل المسلحة، إن التقدم السريع للفصائل المسلحة يرجع إلى ضعف التواجد العسكري للمليشيات المدعومة من إيران في المنطقة. ومع ذلك، أفاد الجيش السوري، الأحد، أنه استعاد السيطرة على عدد من البلدات التي اجتاحتها التنظيمات المسلحة في الأيام القليلة الماضية.
هذا التقدم العسكري للنظام يعكس استمرار سياسة الأرض المحروقة في مواجهة ما يعتبره النظام "تهديدات إرهابية".
موقف النظام السوري: "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة"
في ظل هذه الأحداث، صرّح الرئيس السوري بشار الأسد، الأحد، بأن "الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة"، مشيرًا إلى أن التنظيمات المسلحة لا تمثل الشعب السوري ولا مؤسساته، بل تعمل بأوامر جهات خارجية.
تصريحات الأسد تُبرز استمرار النظام في تبني خطاب مواجهة "الإرهاب"، بينما تُتهم قواته باستخدام العنف المفرط الذي يزيد من معاناة المدنيين.
الوضع الإنساني في شمال سوريا: أزمة متفاقمة
التصعيد الأخير يفاقم الأوضاع الإنسانية المتدهورة بالفعل في شمال سوريا. تشير تقارير إلى موجات نزوح كبيرة للمدنيين من المناطق المتضررة، وسط نقص حاد في الموارد والخدمات الأساسية. هذه الأزمة الإنسانية تعيد تذكير العالم بتعقيدات الصراع السوري الذي يستمر في استنزاف الأرواح وتدمير البنية التحتية.