طالبت الجامعة الوطنية للتعليم، في رسالة وجهتها إلى محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بـ”فتح تحقيق مستعجل وإيفاد لجان الافتحاص المالي والإداري لمديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية والجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية”.
وسردت الجامعة الوطنية للتعليم ما اعتبرتها “اختلالات” مرتبطة بتنظيم البطولات الرياضية المدرسية، بما فيها “هدر الزمن المدرسي من خلال برمجة أكثر من نشاط رياضي في كل موسم بواقع 20 بطولة مدرسية وطنية مدة كل واحدة ثلاثة أيام على الأقل، وتجرى خارج العطل المدرسية الرسمية، ما يؤثر على مستوى المتعلمين المشاركين في هذه البطولات، إذ إن أغلبهم يحصلون على معدلات ضعيفة أو جد ضعيفة، علما أن التلاميذ أنفسهم في أغلب الأحيان هم من يشاركون في جل البطولات الوطنية”.
وتحدثت الـ”FNE” عن مسألة الإقامة والتغذية “المزرية” للتلاميذ المشاركين في البطولات الوطنية، إذ سجّلت أن “التلاميذ يتم تكديسهم في غرف تضم ستة إلى سبعة أسرة، مع تغذية صالحة فقط لسد الرمق”، مستحضرةً “إقصاء” تلاميذ المدرسة العمومية من مجموعة من البطولات المدرسية الوطنية، وفق نص الرسالة التي تحمل رقم 2024/00253، والمؤرخة في الثاني من دجنبر الجاري.
وردّت الرسالة ذاتها الأمر إلى “تواطؤ” مع أرباب التعليم المدرسي الخصوصي، إذ “يتم تنظيم مجموعة من البطولات الوطنية في أنواع رياضية تستنزف مالية الجامعة، يشارك فيها فقط نخبة من تلاميذ التعليم العمومي الخصوصي، بتمويل من انخراطات مالية لتلاميذ التعليم العمومي، بما فيها رياضة الشراع والتجديف والتزلج والهوكي والرماية بالنبال والجيتسكي والكاياك؛ إذ إن هذه الأنواع الرياضية لا يمارسها تلاميذ التعليم العمومي، وتقتصر فقط على تلاميذ الأسر الغنية بمؤسسات التعليم الخصوصي”، وفقها.
كما بيّنت النقابة ذاتها أن “المغرب شارك في مجموعة من البطولات الدولية المدرسية في كل من الصين ومصر وكينيا وصربيا، وحصل على نتائج جد مخيبة، رغم الميزانية الضخمة التي صرفتها الجامعة بالدولار”، مؤكدة أن “ذلك يعود إلى كون الوفد الرسمي الذي يصاحب الفرق المشاركة يتم اختياره بناء على المحسوبية وليس الكفاءة، بحيث يتم تغييب الأساتذة المؤطرين الأكفاء الفعليين وتتم دعوة مسؤولي مديرية الارتقاء؛ وبالتالي لا يمكن تحقيق نتائج إيجابية”.
وزادت الهيئة ذاتها: “يمكن القول إن البطولات الوطنية والدولية المنظمة من طرف الجامعة الملكية المغربية للرياضة المدرسية والجهاز الرقيب عليها مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية أصبحت عبارة عن مهرجانات سياحية، كما أصبح التلميذ خلال هذه البطولات آخر همهم، بل أداء للاغتناء والحصول على التعويضات الضخمة”، موردة أن “هذه البطولات الوطنية لم تفرز ولا بطلا متمرسا واحدا على الصعيد العالمي، كما أنها لا تمد الرياضة المدنية بالرياضيين، وكدليل على ذلك عدم حصول المغرب في الألعاب الأولمبية الأخيرة على أي ميدالية في كل الرياضات التي شارك فيها”.