ذكرت صحيفة نيويوك تايمز أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شرع ببناء قواعد في وسط قطاع غزة تزامنا مع هدمه مئات المباني الفلسطينية.
وأجرت الصحيفة تحليلا لصور الأقمار الصناعية توصلت من خلاله إلا أن جيش الاحتلال عمل خلال الأشهر الماضية على توسيع وجوده في وسط قطاع غزة، حيث هدم الجنود أكثر من 600 مبنى لإنشاء منطقة عازلة، وقاموا بتوسيع شبكة القواعد العسكرية المجهزة بأبراج الاتصالات والتحصينات الدفاعية.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن جيش الاحتلال يستعد لممارسة سيطرة طويلة الأمد على القطاع ووفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية، توسعت سيطرة جيش الاحتلال على طريق نتساريم إلى كتلة مساحتها 18 كيلومترا مربعا، تسيطر عليها القوات.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن هذه التحركات يمكن أن تعمل على السيطرة على قطاع غزة حتى بعد الحرب وربما الاستقرار فيه، على غرار التصريحات التي أدلى بها وزراء الحكومة مؤخرا، وأثار هذا التوسع التكهنات بشأن خطط إسرائيل لمستقبل غزة، فقد تعهد القادة الإسرائيليون بالحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة حتى بعد انتهاء الحرب، دون توضيح ما يعنيه ذلك بشكل دقيق.
ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إن زيادة البنية التحتية على طول ممر نتساريم قد تكون جزءا من هذا الهدف.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني إن القوات الإسرائيلية وسعت خلال أشهر نفوذها على الأراضي الواقعة على جانبي ممر نتساريم الذي يبلغ عرضه وطوله حوالي 4.3 أميال، لتسهيل مهمة القوات الإسرائيلية في الاحتفاظ بالمنطقة، مؤكدًا أن البنية التحتية يُمكن تفكيكها في وقت قصير إذا اقتضى الأمر وأنها أنشئت لأغراض تشغيلية بحتة.
ومع دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يومها الـ424، صعّدت القوات الإسرائيلية هجماتها في شمال ووسط القطاع لا سيما في النصيرات والمغازي ودير البلح وبيت لاهيا ومدينة غزة.
وبينما وصل في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، عدد الشهداء إلى44.466 والمصابين إلى 105.358 منذ 7 أكتوبر، قال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة إن شعبنا وصل إلى مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة ونطالب بتدخل برنامج الأغذية العالمي.
وكشف تحليل لصور أقمار صناعية عن إنشاء الجيش الإسرائيلي شبكة واسعة من القواعد العسكرية في وسط قطاع غزة، ممتدة على مساحة تقارب 18 ميلًا مربعًا، وتضمنت هذه الشبكة 19 قاعدة عسكرية كبيرة وعشرات القواعد الأصغر حجمًا، ما يشير إلى توسعٍ ملحوظٍ للسيطرة الإسرائيلية في المنطقة، وأشارت الصور إلى وجود تحصينات عسكرية إسرائيلية متطورة في قطاع غزة، تتضمن جدرانًا دفاعية، خنادق، مواقف للمركبات المدرعة، وأبراج اتصالات، ويُظهر التحليل زيادة ملحوظة في عدد هذه القواعد، حيث تم بناء أو توسيع 12 قاعدة على الأقل منذ سبتمبر الماضي.
وكشف تقرير التايمز عن توسعٍات في البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية في محيط غزة، يُمثل تحولًا عن سياستها السابقة بتجنب السيطرة المباشرة على القطاع، وأثار هذا التوسع تكهناتٍ مدعومة بتقارير استخباراتية، حول نوايا إسرائيل للتحكم طويل الأمد في غزة، واستخدامه كأداة ضغط سياسي وعسكري، وقد تسبب تدمير منازل الفلسطينيين لإقامة قواعد عسكرية إسرائيلية جديدة في تشريد مئات العائلات، ما يثير مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار في ظل منع عودة السكان إلى مناطقهم.
وأشارت تصريحات وزراء ومسؤؤولين إسرائيليين بأن التوسع العسكري "بداية مشروع طويل الأمد"، إلى نية إسرائيل للحفاظ على وجود عسكري دائم في المناطق المتاخمة لغزة، ويتزامن هذا مع تصريحات لمسؤولين إسرائيليين تشجع على "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين، ما يُفسر على أنه سعي لتغيير الواقع الديموغرافي للقطاع الذي يواجه تحولًا استراتيجيًا، إذ تشير التحركات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة إلى نوايا تتجاوز المبررات الأمنية المعلنة، بينما تُصر إسرائيل على أن التوسع في البنية التحتية العسكرية ضرورة أمنية، تسود مخاوف من أن يُمهد هذا التوسع لواقع جديد جذريًا، يغير مصير القطاع وسكانه.