أضاع كيليان مبابي وفريقه ريال مدريد فرصة تقليص الفارق مع برشلونة في صدارة الدوري الإسباني، بهزيمة مخيبة للآمال على يد أتلتيك بيلباو الذي حقق الفوز الأول على الريال لأول مرة في الدوري منذ 7 مارس 2015، وهي سلسلة من 18 مباراة من دون فوز.
شهدت المباراة إهدار كيليان مبابي لركلة جزاء للمرة الثانية، بعد أن أهدر أمام ليفربول، ليكتفي بتسجيل 3 أهداف فقط في آخر 11 مباراة له في جميع المسابقات مع ريال مدريد.
ومنذ قدومه هذا الصيف، سجل الدولي الفرنسي 10 أهداف في 20 مباراة، ثلاثة منها من ركلات الجزاء، وهي أسوأ حصيلة تهديفية له على مستوى الأندية في نفس المرحلة من الموسم، منذ عام 2021.
لماذا سدد كيليان مبابي ركلات الجزاء مرة أخرى؟
تولى جود بيلينغهام مهام تسديد ركلات الجزاء لريال مدريد ضد خيتافي قبل 4 أيام وسجلها من دون مشكلة. ومع ذلك، تقدم مبابي ضد أتلتيك بيلباو، وسدد كرة منخفضة تفتقر إلى القوة الحقيقية، ليتصدى لها الحارس جولين أغيريزابالا.
وبقى السؤال، لماذا يسدد ركلات الجزاء مرة أخرى بعد إهداره أمام ليفربول ركلة حاسمة، على الأقل كان يجب أن يتم أخذ هذه المسؤولية منه لفترة من الوقت، حتى لا يتعرض للمزيد من الضغوطات.
كيليان مبابي يتمشى في مباريات ريال مدريد!
إن نظرت لأرقام كيليان مبابي من دون كرة ودفاعيًّا، ستجد ما لا يُمكن تصوره! ففي 14 مباراة بالدوري الإسباني وبإجمالي 1205 دقيقة، لم يقطع أي تمريرة من الخصم، ولم يقم بأي تشتيتات، ولم يصد أي تسديدة، وفاز بمواجهة هوائية واحدة. واستعاد الكرة 18 مرة فقط، مقارنة بـ 50 لرافينيا و49 ليامال و31 لزميله فينيسيوس جونيور.
وإذا جمعنا عدد "التدخلات الدفاعية الإجمالية" لمبابي -أي كل الفئات المذكورة أعلاه مجتمعة- فقد قام بـ 18 تدخلاً دفاعيًّا في الدوري الإسباني هذا الموسم، ما يضعه في المركز 82 بين 127 مهاجمًا في الليغا. مقارنة بأكثر من 80 تدخلاً دفاعيًّا لرافينيا و62 لغريزمان و56 لليفاندوفسكي.
لقد ضغط كيليان مبابي على لاعب من الفريق المنافس يمتلك الكرة 49 مرة هذا الموسم. وهذا يضعه في المرتبة 52 بين مهاجمي الدوري الإسباني من حيث الضغط؛ ولم ينجح في كسب الكرة من مناطق الخصم الهجومية سوى 8 مرات فقط.
وهذا يقارن بـ 140 ضغطًا لفينيسيوس -أكثر من ثلاثة أضعاف- منها 106 بكثافة عالية، ما أدى إلى 46 استردادًا للكرة. حتى ليفاندوفسكي البالغ من العمر 36 عامًا يتفوق على مبابي هنا بـ 70 ضغطًا، و18 استردادًا للكرة نتجت عن ذلك.
وبحسب الأرقام، قبل أسبوع واحد فقط أمضى كيليان مبابي 76٪ من وقته في الملعب في المشي أو الركض، على الرغم من أنه سجل أيضًا 35 عملية ركض في المباراة الواحدة، ما يجعله في المرتبة 22 بين مهاجمي الدوري الإسباني، وهو مركز سيئ للغاية للاعب يتمتع بمثل هذه القوة البدنية المتفجرة.
ليس من المستغرب إذا أن يكون أحد الانتقادات المستمرة والمتزايدة لمبابي حول مساهماته عندما يكون ريال مدريد خارج الاستحواذ، فقد تم التداول المستمر لمقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر مبابي وهو يتجول ويتمشى عائدًا نحو مرماه، بينما يتسابق زملاؤه في الفريق للتعامل مع هجمات الخصم.
الحصيلة الهجومية
نجاح أو فشل كيليان مبابي في ريال مدريد سيحدده عدد الأهداف التي سيسجلها. في الموسم الماضي كان جود بيلينغهام (19) وفينيسيوس جونيور (15) أفضل هدافي ريال مدريد في الدوري الإسباني، ومبابي بمقدوره الوصول لهذه الأرقام.
لكن الأمر لا يتعلق بهذه الأرقام، بل بالحصيلة الهجومية المتوقعة منه، بعبارة أخرى دعونا نفترض تسجيله 25-30 هدفًا، كما فعل في مواسمه الأربعة الأخيرة في باريس سان جيرمان، حينها نقول إن موسمه كان ناجحًا.