لا يزال الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب يختار كبار موظفيه وأعضاء حكومته خلال ولايته الرئاسية الثانية، لكن هناك غيابات ملحوظة، وهي أولاده.
وكان لإيفانكا، ابنة ترامب، وزوجها جاريد كوشنر، دور فى ولاية ترامب الأولى، وكان مكتبهما يقع فى الجناح الغربى للبيت الأبيض، وغالبا ما كان ينسب لهما الفضل أو اللوم على قرارات ترامب.
وشهدت الحملة الرئاسية لترامب ٢٠٢٤ تغييرا كبيرا، حيث تراجعت إيفانكا ترامب وكوشنر إلى الخطوط الجانبية فى ولاية فلوريدا الأمريكية، وتولى أبناء ترامب أدوارا أكثر أهمية فى العملية السياسية.
وضغط دونالد ترامب جونيور، بمساعدة شقيقه الأصغر إريك، بقوة على والده لاختيار السناتور جى دى فانس من ولاية أوهايو الأمريكية نائبا للرئيس. وساعد نجل ترامب الأصغر، بارون، فى ابتكار استراتيجية حملة البودكاست التى ساعدت فى كسب الناخبين الشباب.
ولكن لن ينضم أى من الأبناء إلى والدهم فى البيت الأبيض، بحسب ما ذكرت شبكة "إن بى سى نيوز" الأمريكية.
ويركز ترامب جونيور على مصالح خارج البيت الأبيض، بما فى ذلك البودكاست الخاص به. ولا يزال إريك ترامب مسئولا عن ممتلكات العائلة التجارية الخاصة بمنظمة ترامب. وبارون ترامب طالب جامعى يبلغ من العمر ١٨ عاما.
وفى غضون ذلك، يقدم كوشنر اقتراحات من وراء الكواليس ويتلقى مكالمات من أعضاء جدد فى فريق ترامب يطلبون المشورة، حسبما قال أشخاص مطلعون على مشاركته لشبكة "إن بى سى نيوز". ولكن من غير المتوقع أن يتولى هو وإيفانكا ترامب أى دور رسمى فى البيت الأبيض.
وقال مسئول كبير سابق فى البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الأولي، والذى رفض الكشف عن هويته للشبكة، إن وجهة نظر كل من إيفانكا وكوشنر هى أن التزامات البيت الأبيض "أثرت بشكل كبير" على حياتهم الأسرية خلال ولاية ترامب الأولي. وأضاف أن ترامب الآن محاط بمزيد من الأشخاص الذين يثق بهم خلال ولايته الرئاسية الثانية، لذلك هناك حاجة أقل إلحاحا لابنته وصهره للانضمام إليه.
وفى الوقت الحالي، أفراد الأسرة الوحيدون الذين سيكون لهم دور فى ولاية ترامب الثانية هم والد كوشنر، تشارلز كوشنر، والذى اختاره ترامب لمنصب السفير لدى فرنسا، بالإضافة إلى تعيين مسعد بولس، والد زوج ابنته الصغرى تيفانى ترامب، كمستشار أول لقضايا العرب والشرق الأوسط، بحسب ما قال ١٠ أشخاص مطلعين على الأمر للشبكة.
وقالت المتحدثة باسم ترامب، كارولين ليفيت، "عائلة الرئيس ترامب محبوبة من الشعب الأمريكي. لقد تحملوا تحديات غير مسبوقة، وملاحقات قضائية، ووقفوا بشرف إلى جانب الرئيس المنتخب لأنهم يؤمنون بمهمته فى جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى. وسواء بشكل رسمى أو غير رسمي، فإن أسرة الرئيس ستلعب دائما دورا مهما فى إدارته ".
وألمح ترامب إلى المشاكل التى واجهت أفراد عائلته أثناء وبعد فترة رئاسته الأولى كسبب لعدم رغبته فى وضعهم فى مناصب رئيسية فى فترة رئاسته الثانية.
وقال ترامب، خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية فى يونيو ٢٠٢٣، إن عائلته تعرضت لمتاعب كثيرة.
بينما قال أحد حلفاء ترامب: "على عكس المرة الأولى، فإن الحزب الجمهورى بأكمله معهم. لذلك لا تحتاج الأسرة إلى أن تكون فريقه من المستشارين المخلصين".
وقال شخص مقرب من العائلة: "كانت الأسرة منخرطة للغاية فى المرة الماضية، جزئيا، بسبب عدم الثقة فى الحملة الانتخابية والأشخاص السياسيين المسئولين. أعتقد أن أهم شيء تغير هو أن الأسرة تشعر بالثقة والراحة مع القيادة".