خيّبت أكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك آمال القائمين على تلك الصناعة النظيفة بالبلد الأوروبي، بعدما فشلت في جذب أي عطاءات، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولم تتلقَّ الدنمارك أي عطاءات في المناقصة التي كانت تستهدف منها كوبنهاغن تعزيز سعة طاقة الرياح البحرية بأكثر من 3 أضعاف بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
وانتهى الموعد النهائي لتقديم العطاءات بأكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك التي شملت 3 مزارع ببحر الشمال، يوم 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري؛ ما دفع هيئة الطاقة الدنماركية (The Danish Energy Agency) إلى فتح حوار مع اللاعبين في السوق المحلية؛ للوقوف على أسباب امتناعهم عن المشاركة.
وكانت تلك هي الجولة الأولى من مناقصةٍ تستهدف بناء ما لا يقل عن 6 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية في 6 مزارع رياح بحلول عام 2030.
وتعوّل الدنمارك على مزارع الرياح البحرية الجديدة التي ستستحوذ فيها الحكومة على حصة نسبتها 20%، في تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
تحول الطاقة
يمثل فشل أكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك في جذب أي عطاءات، انتكاسةً إضافيةً للصناعة المتجددة ببلدٍ يسارع الخطى نحو تحول الطاقة، وفق ما أعلنته السلطات في البلد الإسكندنافي.
وفي أعقاب عام من التحديات لم تَعُد صناعة طاقة الرياح البحرية العالمية قادرة، على ما يبدو، على تحقيق المستهدفات الطموحة التي حددتها حكومات الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى؛ ما يعرقل الجهود الرامية لمكافحة التغيرات المناخية.
وقال وزير الطاقة والمناخ الدنماركي لاتس أنغارد: "هذه نتيجة مخيّبة للآمال"، في بيان خطي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخةٍ منه.
وأوضح أنغارد: "الظروف الخاصة بطاقة الرياح البحرية في أوروبا قد تغيّرت كثيرًا خلال مدة قصيرة نسبيًا؛ بما في ذلك الأسعار المرتفعة والزيادات بأسعار الفائدة".
حوار مع المستثمرين
قالت هيئة الطاقة الدنماركية إنها ستبدأ في فتح حوار مع المشاركين في السوق من أجل الوقوف على أسباب عزوفهم عن المشاركة في أكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك، مضيفةً أن عددًا من الشركات قد أبدى اهتمامًا في أثناء الحوار الأول الذي أجرته مع اللاعبين في السوق.
وقررت شركة أورستد (Orsted)،وهي مطورة طاقة الرياح الدنماركية عدم المشاركة في أكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك نتيجة عدم التوازن بين المكاسب والمخاطر، معترفةً بوجود عوامل صناعة متغيرة مثل التضخم المرتفع وأسعار الفائدة العالية واختناق سلاسل الإمدادات.
وقال المدير التجاري في أورستد راسموس إربوي: "لتخفيف آثار تلك التداعيات ودعم التوسع الحالي لطاقة الرياح البحرية، ينبغي على الصناعة وصانعي السياسات العمل سويًا من أجل إيجاد الظروف الضرورية لمستقبل مستدام لتلك الصناعة الإستراتيجية"، في بيان خطي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي شهر أبريل/نيسان (2024)، أطلقت الدنمارك أكبر مناقصة طاقة رياح بحرية في الدنمارك آنذاك؛ ولم تقدم أي دعم إلى الشركات المتنافسة على إنشاء التوربينات على 6 مواقع بإجمالي سعة مركبة تصل إلى 10 غيغاواط.
مواعيد العطاءات
كان الموعد النهائي لتقديم العطاءات في المناقصة الأخيرة لتطوير المواقع الـ3 بحر الشمال هو الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، بينما كان الأول من أبريل/نيسان 2025 هو الموعد النهائي لـ3 مواقع إضافية في بحر البلطيق وكاتيغات.
ولم تقدم السلطات الدنماركية كذلك أية إعانات في تلك العطاءات، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ويوم 4 ديسمبر/كانون الأول (2024) أعلنت شركة شل متعددة الجنسياتإنها تراجعها عن خُطط لضخ استثمارات في صناعة الرياح البحرية في خطوة اتخذتها شركات أخرى.
وشل هي إحدى شركات الطاقة الكبرى التي طالما روجت لطاقة الرياح البحرية بوصفها سوقًا رئيسة يمكنها الاستثمار فيها في إطار تحول الطاقة العالمي،
يُشار إلى أن الدنمارك البالغ تعدادها السكاني 6 ملايين نسمة تقريبًا تُعد موطنًا لعددٍ من أكبر شركات طاقة الرياح في العالم، أمثال فيستاس (Vestas) مصنعة توربينات طاقة الرياح، وأورستد.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1. أكبر مناقصة طاقة رياح في الدنمارك تفشل في جذب مستثمرين من رويترز.