برلمانية تتقدم بطلب إحاطة بشأن حرمان حديثي الولاده والرضع من الألبان المدعمة

الألبان المدعمة.. تقدمت النائبة الدكتورة ايرين سعيد عضو مجلس النواب بطلب إحاطة موجه إلي الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحه والسكان أكدت فيها أنه في ضوء توجيهات القيادة السياسية المصرية لدعم بناء الأسرة المصرية وتحقيق رفاهية المواطن، تلقت وزارة الصحة والسكان قرارًا يثير الجدل بين المواطنين والأسر المصرية، وخاصة في مجال توفير الألبان المدعمة للأطفال الرضع. 

حيث تم إصدار القرار رقم 485 لسنة 2024، الذي ينص على عدم صرف الألبان الصناعية للرضع إلا في حالات محددة للغاية، مثل حالة وفاة الأم أو إصابتها بأمراض معينة كالسرطان، الدرن، أو الفشل الكلوي. وقد ترتب على هذا القرار العديد من الإشكاليات والتساؤلات التي تستدعي التدخل والمراجعة.

محتوى قرار صرف الألبان المدعمة:

ينص قرار وزارة الصحة رقم 485 لسنة 2024 على أنه لا يتم صرف الألبان المدعمة إلا للأطفال الرضع في الحالات التي يستعصي فيها الرضاعة الطبيعية، مثل:

• وفاة الأم.
• إصابة الأم بأمراض مزمنة مثل السرطان أو الدرن أو الفشل الكلوي.

ورغم أن هذا القرار يهدف إلى تنظيم توزيع الألبان المدعمة، إلا أن تطبيقه قد جاء مع تعقيدات كبيرة أثرت على العديد من الأسر المصرية التي تحتاج إلى هذه الألبان كبديل للرضاعة الطبيعية. في ظل هذا الوضع، باتت العديد من الوحدات الصحية تمتنع عن فحص السيدات الحوامل أو صرف الألبان لمن صدرت لهم قرارات سابقة بالصرف. وبالتالي، أصبح العديد من الأطفال الرضع محرومين من هذه الألبان الحيوية.

إشكاليات  قرار صرف الألبان المدعمة:
أثار القرار العديد من الإشكاليات التي تستدعي مراجعته، ومنها:

إغفال الحالات التي تمنع الرضاعة الطبيعية:
القرار لم يتطرق إلى العديد من الحالات التي تمنع الأم من الرضاعة الطبيعية أو تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الحليب، ومنها:

• الاضطرابات الهرمونية: مثل نقص هرمون البرولاكتين، الذي يعد مسؤولًا عن إنتاج الحليب، وكذلك مشكلات الغدة الدرقية، سواء فرط النشاط أو القصور.
• حالات تكيس المبايض: التي تؤثر على التوازن الهرموني وبالتالي تقلل من إنتاج الحليب.
• الجراحات السابقة في الثدي: مثل إزالة الأنسجة بسبب الإصابة بالأورام أو غيرها، مما يعيق عملية إنتاج الحليب.

الحالات الطبية الأخرى:

• الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري غير المسيطر عليه أو فقر الدم الشديد.
• تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على قدرة الأم على إنتاج الحليب.

الأسباب النفسية:

• التوتر والقلق قد يؤثران على إفراز هرمونات الحليب مثل الأوكسيتوسين.
• الاكتئاب بعد الولادة قد يتسبب في صعوبة إنتاج الحليب.

مشاكل متعلقة بالولادة:

• الولادة المبكرة حيث لا يكون جسم الأم جاهزًا بشكل كامل لإنتاج الحليب.
• مضاعفات الولادة التي قد تؤثر على صحة الأم وتعيق قدرتها على الرضاعة.

مشاكل التغذية:

• سوء التغذية أو نقص العناصر الأساسية مثل البروتينات والمعادن قد يؤثر بشكل كبير على قدرة الأم على إنتاج الحليب.

التأثير على الأسر المصرية:
يتضح أن هذا القرار يترك العديد من الأمهات في وضع صعب، خاصةً أن هناك حالات كثيرة يمكن أن تمنع الرضاعة الطبيعية لأسباب صحية، نفسية أو اجتماعية. كما أن العديد من الأسر المصرية تعاني من أعباء اقتصادية كبيرة، مما يجعل تحمل تكاليف الألبان الصناعية عبئًا إضافيًا على كاهلهم.

إن قرار وزارة الصحة بإلغاء دعم الألبان للأطفال الرضع في هذه الحالات يهدد بتفاقم الوضع بالنسبة للعديد من الأسر الفقيرة والمتوسطة. في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، لا يمكن للعديد من الأسر توفير هذه الألبان الصناعية، مما يهدد صحة الأطفال الرضع ويزيد من معاناتهم.

الدعوة لمراجعة القرار:
في ضوء ما سبق، تقدم النائبة د. إيرين سعيد بطلب الإحاطة إلى السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد وزير الصحة والسكان لمناقشة هذا القرار الذي يحرمان العديد من الأطفال من حقوقهم الأساسية في الغذاء المناسب. حيث يتعين على الوزارة توفير آلية لدعم الألبان الصناعية في حالات متعددة تتجاوز الحالات التي حددها القرار، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تعيشها الأسر المصرية.

كما يجب أن يتم أخذ الحالات الصحية الخاصة للأمهات بعين الاعتبار عند وضع قرارات تنظيمية تتعلق بصرف الألبان المدعمة. وبالتالي، يجب أن يكون هناك تعديل أو استثناءات تشمل الحالات التي تؤثر على قدرة الأمهات على الرضاعة الطبيعية ولكن لا تمنعها بشكل كامل.

الختام:
إن النقاش حول هذا القرار داخل لجنة الصحة بمجلس النواب يعد خطوة هامة لمراجعة هذه القرارات التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال الرضع وحياة الأسر المصرية. في ظل الظروف الحالية، من الضروري أن يتوفر الدعم الكافي للأطفال في مرحلة الرضاعة لضمان نموهم الصحي وتفادي تفاقم الأوضاع الاجتماعية والصحية للأسر المصرية.