بدأت كاتدرائية نوتردام في باريس مراسم الاحتفال بالقداس الإلهي الأول، بعد إعادة افتتاحها أمام الزوار والمؤمنين أمس السبت، عقب خمس سنوات من أعمال الترميم المكثفة التي أعقبت الحريق الكبير الذي تعرضت له عام 2019.
شهدت الكاتدرائية، التي تُعتبر رمزًا تاريخيًا ودينيًا عالميًا، ترميمات ضخمة بدعم مالي غير مسبوق من التبرعات التي قُدرت بمئات الملايين من اليوروهات، ما ساهم في استعادة رونقها التراثي وإعادة فتح أبوابها أمام العالم.
يُعد هذا الحدث لحظة تاريخية تعبّر عن صمود الإرث الثقافي والديني الفرنسي، حيث توافد الزوار والمؤمنون للاحتفال باستعادة الكاتدرائية إلى سابق مجدها.
والجدير بالذكر ان كاتدرائية نوتردام هي واحدة من أشهر المعالم الدينية والسياحية في باريس، فرنسا، وتعتبر تحفة معمارية في الطراز القوطي ،و يعود تاريخ إنشائها إلى العصور الوسطى، وتُعد رمزًا تاريخيًا ودينيًا وثقافيًا عالميًا.
بدأ بناء الكاتدرائية في عام ١١٦٣ تحت إشراف الأسقف موريس دي سولي واستغرق إكمالها حوالي ٢٠٠ عام ، حيث تم الانتهاء منها في عام ١٣٤٥و شيدت لتكون مقرًا لأبرشية باريس ومكانًا لتتويج الملوك الفرنسيين.
تتسم بطراز العمارة القوطية مع أقواس مرتفعة، ونوافذ زجاجية ملونة ضخمة (الوردية)، وتماثيل منحوتة بدقة.
الواجهة الغربية تحتوي على برجين شهيرين بارتفاع ٦٩متراً ، ويعتبران من أبرز معالم باريس ،و تعتبر نوتردام مقرًا رئيسيًا للكنيسة الكاثوليكية في فرنساو استضافت أحداثًا تاريخية مهمة، مثل تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور عام 1804.
الكاتدرائية مصدر إلهام للعديد من الأعمال الأدبية والفنية، أشهرها رواية "أحدب نوتردام" للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو، التي نُشرت عام 1831.
تعرضت الكاتدرائية لحريق كارثي في ١٥ أبريل ٢٠١٩ أدى إلى انهيار السقف وبرج الكاتدرائية ،وأطلق الحادث حملة تبرعات دولية ضخمة لإعادة ترميمها، وجمعت أكثر من مليار يورو.
استمرت أعمال الترميم لخمس سنوات، بمشاركة خبراء عالميين للحفاظ على أصالة المبنى التاريخي ،و أعيد افتتاحها للزوار والمؤمنين في ديسمبر 2024.