أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) سحب أكثر من 233 ألف عبوة من عقار "دولوكستين"، وهو مضاد اكتئاب شهير، بعد اكتشاف مستويات مرتفعة من مادة كيميائية تصنف كمسرطنة وتُستخدم أيضًا في وقود الصواريخ.
وأكدت الإدارة أن المادة المكتشفة، N-nitroso-duloxetine، تنتمي إلى مجموعة "نتروزامين"، وهي شوائب كيميائية تتكون أثناء التصنيع، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بعدة أنواع من السرطان. وتستخدم هذه المواد أيضًا في المبيدات الحشرية وعمليات صناعية أخرى.
في استجابة سريعة، أصدرت شركة Rising Pharmaceutical، التي تتخذ من نيوجيرسي مقرًا لها، استدعاءً فوريًا للدفعات المتأثرة. وشمل السحب عبوات تحتوي على كبسولات "دولوكستين" بتركيز 60 ملغم، بأحجام تتراوح بين 30 و1000 كبسولة.
وصنّفت إدارة الغذاء والدواء هذا السحب ضمن "الدرجة الثانية"، مما يعني أن المنتج قد يسبب مشكلات صحية مؤقتة أو قابلة للعلاج. وحذرت الإدارة المرضى من التوقف المفاجئ عن استخدام العقار، حيث قد يؤدي ذلك إلى أعراض انسحاب مثل تقلبات المزاج، آلام العضلات، القشعريرة، والتعب، بسبب انخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ.
يُذكر أن "دولوكستين" ينتمي إلى فئة مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين الانتقائية (SSNRIs)، ويُستخدم لعلاج الاكتئاب والقلق، حيث يتم وصفه سنويًا لأكثر من 23 مليون شخص في الولايات المتحدة.
ويأتي هذا الإجراء بعد شهر من سحب دفعات أخرى من دواء Cymbalta، الذي يحتوي على المادة الفعالة نفسها، بسبب وجود شوائب مماثلة. وفي أكتوبر الماضي، تم سحب أكثر من 7000 عبوة من أقراص "Cymbalta" بتركيز 20 ملغم، المستخدمة من قبل نحو 18 مليون أمريكي سنويًا.
وأوضحت إدارة الغذاء والدواء أن "نتروزامين" قد تظهر نتيجة عمليات التصنيع، أو بسبب بنية الدواء الكيميائية، أو ظروف التخزين والتعبئة. كما قد تتشكل هذه المواد داخل الجسم أثناء معالجة الأدوية أو حتى بعض الأطعمة.