أخبار عاجلة

هل تضطلع المدارس والجامعات المغربية بالتوعية بقضايا التغيرات المناخية؟

هل تضطلع المدارس والجامعات المغربية بالتوعية بقضايا التغيرات المناخية؟
هل تضطلع المدارس والجامعات المغربية بالتوعية بقضايا التغيرات المناخية؟

بمناسبة اليوم العالمي للمناخ، الذي يصادف الثامن من دجنبر من كل عام، يتجدد الحديث عن مدى وعي الأفراد بالأخطار التي تتهدد العالم نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة، كما تثار التساؤلات حول الدور الذي تلعبه المؤسسات التعليمية والجامعية المغربية في تعزيز الوعي بقضايا التغير المناخي.

ويرى المهتمون بعلم المناخ أن الاحتفال باليوم العالمي للمناخ يشكل فرصة لتسليط الضوء على ضرورة إدماج قضايا المناخ في المناهج الدراسية بشكل دائم ومستدام؛ فيما يدعو آخرون إلى عدم الاقتصار على التوعية الموسمية، وسعي النظام التعليمي المغربي إلى ترسيخ وعي بيئي لدى التلاميذ والطلاب منذ المراحل المبكرة.

محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، اعتبر أن “هناك جهودا شخصية من الأساتذة، خصوصا في الدراسات الجغرافية وعلوم الأرض بالمستويات الابتدائية والثانوية، للتحسيس والتوعية بالتغيرات المناخية.

ومع ذلك، أضاف قروق ضمن تصريح لهسبريس، فإن الموضوع “يحتاج إلى اهتمام أكبر، خاصة في التعليم الجامعي”، مشيرا إلى أن “هناك فرقا واضحا بين ما تصرح به الدولة في برامجها الرسمية وبين مستوى تدخلها في التكوين والتأطير في هذا المجال”.
وأبرز الأستاذ الجامعي المختص في المناخ أنه بالرغم من وجود وعي وتحسيس، فإن العديد من الأفكار المغلوطة تظل منتشرة؛ مما يضع الشباب أمام تناقضات كبيرة.

وفي هذا السياق، قال المتحدث عينه: “نتحدث عن غازات السقيفة والطاقة الأحفورية، بينما العالم يستمر في زيادة استهلاك هذه الطاقة. كل سنة نسمع أن درجات الحرارة ترتفع، وهذا صحيح؛ لكن لا شيء يتغير فعليا”، لافتا إلى أنه “إذا كان السبب مرتبطا باستهلاك الطاقة الأحفورية، فلماذا لا تتخذ الدول الكبرى التي تملك الإمكانيات خطوات جادة للتخلي عن هذه الطاقة؟ هذه الأسئلة تخلق حيرة لدى الشباب وتجعلهم يشعرون وكأن المشكلة فقط في الطاقة الأحفورية”.

وأوضح الخبير المناخي ذاته أن التحولات المناخية التي نعيشها، وعلى رأسها الاحترار الأرضي، “باتت معروفة للجميع؛ لكن ما يجهله الكثيرون هو التفاصيل الدقيقة والأفكار الصحيحة حوله”، مشيرا إلى أن “معظم الناس يربطون التغير المناخي بانبعاثات الغازات والأنشطة البشرية المتعلقة بالطاقة الأحفورية، بينما يظل هذا جزء صغير جدا من القضية”.

وفسّر قروق أن الاحترار الأرضي مرتبط بما نسميه بارتفاع الميزانية الطاقية للأرض والتي تشكّل التوازن بين كمية الإشعاع الشمسي التي تصل إلى الغلاف الجوي وتلك التي تُعاد إلى الفضاء، ويحدث (الاحترار الأرضي) عندما تتجاوز كمية الإشعاع الشمسي الداخل الكمية التي تعود؛ مما يؤدي إلى تراكم للطاقة وارتفاع درجات الحرارة”.

ونبّه الأستاذ الجامعي ذاته إلى أن ارتفاع درجة الحرارة هو نتيجة لهذه العملية، رغم أن غازات الدفيئة لا تمثل سوى جزء صغير منها.

وخلص إلى أن أحد الأسباب الكبرى لارتفاع الميزانية الطاقية، استنادا إلى الأبحاث التي أجريتها وزملائي الأساتذة المختصين حول المغرب، هو التغيرات في وظائف وأشكال سطح الأرض بسبب الأنشطة البشرية المختلفة؛ ما يؤدي إلى اضطراب في قاعدة هذه الميزانية الطاقية، مما يؤثر على المناخ بشكل مباشر، لا سيما الدورة المائية والتبخر وما يتبعه.

من جانبه، قال جمال حدادي، أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، إن ثقافة التوعية والتحسيس التي تنتهجها المدارس والجامعات المغربية، سواء بمناسبة أو بدون مناسبة، “ترتبط غالبا بأحداث معينة مرتبطة بظواهر التغير المناخي مثل ارتفاع درجات الحرارة، الفيضانات، أو ندرة المياه”؛ وهي المبادرات التي “تنتظر في الغالب توجيهات من مؤسسات تستند إلى توصيات مؤتمرات ولقاءات دولية، وتظهر أحيانا من خلال ما يتم إدراجه في البرامج المدرسية أو ما يتم تدريسه في الجامعات، وكذلك من خلال الندوات التي تُعقد في تلك المناسبات”.

ومع ذلك، أضاف حدادي في حديث لهسبريس، فإن هذه الجهود “تعتبر قاصرة إلى حد ما؛ لأنها تكون مؤقتة وتختفي آثارها بعد فترة قصيرة، في انتظار مبادرة أخرى”، معتبرا أن المفترض هو أن تكون هذه الجهود “مستدامة على مختلف الأصعدة، فالمدارس تهيئ جيل الغد، والجامعات تضطلع بأدوار تنموية شاملة، ليس فقط كمؤسسات، بل من خلال خريجيها أيضا”.

وتابع في هذا السياق: “الأفضل والمطلوب هو أن تصبح التربية والتكوين، التي تقوم بها الأسرة والمدرسة، جزءا من رسالة دائمة ترتبط بظاهرة التغير المناخي، حيث يكون الوعي البيئي جزءا من الثقافة، وليس مجرد استجابة مؤقتة”، مشددا على أن هذا الوعي “يجب أن يبدأ منذ الطفولة ويستمر مع التعليم العالي، حيث يتعزز بالدراسة والبحث العلمي، لمتابعة التغيرات المناخية في شموليتها وخصوصياتها”.

وخلص الأستاذ الجامعي ذاته إلى “أننا اليوم نتحدث عن مواطنة كونية، حيث ما يمس المغرب يمس جميع سكان العالم. لذلك، من الضروري أن نتجاوز مجرد التحسيس إلى الانخراط التام والشامل، بحيث يشعر الجميع بأنهم معنيون بشكل مستمر، وليس فقط كرد فعل سريع؛ ولكن كوعي مشترك وانخراط دائم في مواجهة تحديات المناخ”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حسابات تأهل منتخب قطر إلى نصف نهائي خليجي 26
التالى ريال مدريد يقرر بيع نجميه في الميركاتو الشتوي