تحوّلت الأنظار من خبر فوز المملكة العربية السعودية بتنظيم بطولة كأس العالم 2034 إلى حدث ثقافي بارز آخر، وهو انطلاق معرض جدة للكتاب 2024، الذي فتح أبوابه أمس الخميس عند الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي. هذا التزامن أتاح مساحة للتأمل في العلاقة العميقة بين الثقافة والرياضة، واستحضار إرث طويل من الكتب التي وثَّقت تاريخ "الساحرة المستديرة".
على مدار عقود، نقلت الكتب والمقالات الصحفية إرث كأس العالم، منذ انطلاقته الأولى وحتى اليوم. كانت هذه الظاهرة الرياضية حاضرة على أيدي مؤرخين وكتّاب وصحفيين، وضعوا بين دفتَيْ كتبهم قصصًا وأحداثًا خالدة، أسهمت في توثيق شغف الشعوب بالمنافسة الرياضية الأهم عالميًّا.
معرض جدة للكتاب 2024 يأتي اليوم ليُعيد للأذهان أهمية الكلمة المكتوبة في صياغة تاريخ البشرية، سواءً في الرياضة أو الاقتصاد أو الأدب. ويُمثِّل المعرض فرصة ذهبية، تمتد لعشرة أيام، لالتقاط الإلهام الثقافي والعلمي لكل مَن يسعى للسير على خُطى عظماء الكتابة والتأليف.
هذا التداخل بين حدث رياضي عالمي ومعرض ثقافي وطني يجسد رؤية السعودية 2030، حيث الثقافة والرياضة وجهان يكملان بعضهما، في إطار رؤية طموحة تُبرز المملكة بوصفها منارة للإنجازات على مختلف الأصعدة.