التقرير، الذي نُشر في الجريدة الرسمية بتاريخ 13 دجنبر 2024، سلط الضوء على تلقي المحاكم المالية خلال الفترة من يناير 2023 إلى شتنبر 2024 ما مجموعه 15,876 تصريحاً بالممتلكات، منها 1,239 تصريحاً لدى المجلس الأعلى للحسابات و14,637 تصريحاً لدى المجالس الجهوية.
ورغم تقدم بعض الملزمين في تسوية أوضاعهم، أشار التقرير إلى ضرورة مراجعة المنظومة القانونية للتصريح بالممتلكات. وأصدر المجلس مذكرة استعجالية للوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، دعا فيها إلى وضع إطار قانوني موحد يتماشى مع مقتضيات الدستور، وإرساء نظام إلكتروني شامل لتلقي ومراقبة التصريحات، مع تطبيق عقوبات متدرجة للحد من المخالفات.
كما أبرز التقرير أهمية تطوير النموذج الحالي للتصريح الإجباري بالممتلكات ليصبح أكثر فعالية، بما يسهم في الوقاية من الفساد ومكافحته، داعياً إلى تحديث قوائم الملزمين بالتنسيق مع الجهات الحكومية المختصة.
التقرير قدم حصيلة شاملة تتوزع على ثلاثة محاور أساسية: المراقبة المالية والتدقيق، تحسين الأداء العمومي، وأنشطة الدعم والتعاون الدولي.
في مجال التدقيق والمساءلة، سجلت المحاكم المالية إصدار 3,951 قراراً وحكماً خلال الفترة المشمولة بالتقرير، منها 3,190 قراراً بإبراء الذمة و761 قراراً بعجز مالي بلغ 54.9 مليون درهم. كما تم استرجاع مبلغ 28.2 مليون درهم من الأجهزة المعنية قبل إصدار الأحكام النهائية. وفي مجال التأديب المرتبط بالميزانية والشؤون المالية، أصدرت المحاكم 86 قراراً بغرامات تجاوزت 5 ملايين درهم، واسترجعت 9.15 مليون درهم، وأحالت 16 ملفاً جنائياً إلى الجهات المختصة.
استعرض التقرير أيضاً نتائج تتبع تنفيذ التوصيات الصادرة عن المحاكم المالية، حيث بلغت نسبة التوصيات المنفذة كلياً 44%، بينما تم تنفيذ 37% منها جزئياً. وأوضح التقرير أن تنفيذ هذه التوصيات أسفر عن آثار إيجابية في مجالات عديدة، بما فيها تحسين الحكامة المالية، ترشيد الإنفاق العمومي، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين.
الوثيقة تضمنت كذلك توصيات تتعلق بالإصلاحات الكبرى، حيث دعا المجلس إلى تسريع تنفيذ استراتيجيات في مجالات الحماية الاجتماعية، والنجاعة الطاقية، والجهوية المتقدمة. ولفت التقرير إلى تحديات تعيق تحقيق هذه الأهداف، من بينها ضعف التنسيق بين القطاعات الحكومية ونقص الموارد المالية والبشرية.
سجل التقرير أن العديد من الأجهزة بادرت، قبل مباشرة المساطر القانونية، باتخاذ إجراءات تصحيحية كان لها أثر مالي قدره 139 مليون درهم، إضافة إلى آثار اجتماعية وبيئية وتدبيرية إيجابية. هذه المبادرات تعكس دور المحاكم المالية في تعزيز ثقافة التدبير السليم وتفادي الأخطاء.
وفي ختام التقرير، دعا المجلس إلى تعزيز نظام المسؤولية القانونية والإدارية، وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لدعم التنمية الوطنية.