شهد النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور قفزة نوعية في مسيرته مع ريال مدريد الإسباني، حيث تحول من جناح يعتمد على مهاراته وسرعته إلى هداف مميز، ولاعب شامل يلعب دورًا محوريًّا في الفريق.
تطور اللاعب لم يأتِ من فراغ، بل كان نتيجة عمل دؤوب وتطوير مستمر في أدائه التكتيكي والبدني، ما انعكس في أرقامه اللافتة خلال السنوات الأخيرة، خاصة في عام 2024، الذي شكل ذروة تألقه مع الفريق الملكي.
من جناح سريع إلى ماكينة أهداف ريال مدريد
عندما ظهر فينيسيوس جونيور لأول مرة مع الفريق الأول للملكي في سبتمبر/ أيلول 2018، لم يكن اللاعب الذي نراه اليوم. وقتها، سجل هدفين فقط في موسمه الأول، وهو رقم متواضع لجناح يرتدي قميص ريال مدريد.
اقرأ المزيد
في السنوات التالية، بدأ يظهر تحسنًا تدريجيًّا في أرقامه، لكن التطور الكبير حدث خلال موسم 2024، الذي تحول فيه إلى أحد أبرز هدافي الفريق.
وكشفت صحيفة "ماركا" الإسبانية، أرقامًا تسلط الضوء على هذا التحول الكبير، حيث سجل فينيسيوس جونيور مع ريال مدريد في عامه الأول 2018، هدفين، تلاهما أربعة أهداف في 2019، وستة أهداف في 2020.
وبدأ التطور يظهر بشكل واضح في 2021 عندما سجل 15 هدفًا، ثم ارتفع الرقم إلى 20 هدفًا في 2022، قبل أن ينهي عام 2023 برصيد 19 هدفًا.
ومع دخول عام 2024، وصل إلى ذروة تألقه بتسجيل 31 هدفًا حتى الآن، مع تبقي ثلاث مباريات على نهاية العام. هذه القفزة الكبيرة تؤكد أنه أصبح لاعبًا مؤثرًا في الثلث الأخير من الملعب، وقادرًا على تغيير مجرى المباريات.
فينيسيوس جونيور يكتب التاريخ في دوري أبطال أوروبا
كان دوري أبطال أوروبا في عام 2024 المسرح الأكبر الذي أظهر فيه النجم البرازيلي تطوره المذهل، حيث تألق مع ريال مدريد أمام أكبر الفرق الأوروبية، وسجل تسعة أهداف خلال مشواره في البطولة. لم تكن هذه الأهداف عادية، بل جاءت في مباريات حاسمة أمام منافسين كبار، ما زاد من أهميتها.
أبرز لحظاته جاءت ضد بوروسيا دورتموند الألماني، حيث سجل أربعة أهداف، من بينها هدف في نهائي ويمبلي وثلاثة أهداف في مواجهة الإياب خلال هذا الموسم، ما ساهم بشكل مباشر في تأهل الفريق. كما سجل هدفين في شباك بايرن ميونخ، وهدفًا ضد ميلان، وآخر ضد أتالانتا، ما جعله لاعبًا حاسمًا في هذه البطولة.
فينيسيوس جونيور لم يكتفِ فقط بتسجيل الأهداف، بل أثبت أيضًا قدرته على المساهمة الجماعية، من خلال تقديم ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه في ريال مدريد.
هذا المزيج بين التهديف وصناعة الأهداف جعله واحدًا من أبرز نجوم البطولة هذا العام، ودفع اسمه إلى صدارة هدافي دوري الأبطال، إلى جانب أسماء لامعة مثل روبرت ليفاندوفسكي وهاري كين.
صراع مع العمالقة
في 2024 أصبح الدولي البرازيلي منافسًا شرسًا على صعيد التهديف مع أبرز نجوم كرة القدم العالمية. برصيد 31 هدفًا، يتفوق عليه فقط ليفاندوفسكي بـ41 هدفًا، وهاري كين بـ40 هدفًا، وكيليان مبابي بـ34 هدفًا، بينما يتساوى تقريبًا مع لاعبين مثل إيرلينغ هالاند وجوناثان ديفيد.
اقرأ المزيد
ما يميز فينيسيوس جونيور عن هؤلاء اللاعبين هو قدرته على الجمع بين التهديف وصناعة اللعب، حيث قدم 13 تمريرة حاسمة هذا العام، وهو رقم يتفوق به على جميع منافسيه. هذا التوازن بين الأدوار المختلفة يبرز قيمته كأحد أكثر اللاعبين شمولية في كرة القدم ونادي ريال مدريد.
لاعب متكامل
التحول الذي شهده فينيسيوس لا يقتصر فقط على أرقامه التهديفية، بل يمتد إلى تطور أسلوب لعبه بشكل عام. عندما بدأ مسيرته مع النادي، كان يعتمد بشكل كبير على مهاراته الفردية وسرعته، لكنه كان يعاني من ضعف الفاعلية أمام المرمى والتسرع في اتخاذ القرارات. الآن، أصبح لاعبًا أكثر نضجًا، قادرًا على قراءة اللعب بشكل أفضل واتخاذ القرارات الصحيحة في اللحظات الحاسمة.
هدفه الأخير مع ريال مدريد ضد أتالانتا في دوري أبطال أوروبا، كان مثالًا حيًّا على هذا التطور. لم يحصل فينيسيوس جونيور سوى على فرصة وحيدة خلال المباراة، لكنه استغلها بأفضل طريقة ممكنة، حيث سجل هدفًا رائعًا بلمسة مميزة بقدمه اليسرى. هذه الفعالية العالية أمام المرمى كانت غائبة عن اللاعب في بداياته، لكنها الآن أصبحت جزءًا لا يتجزأ من أدائه.
