نجح فريق جامعي مصري في ابتكار تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي تتيح للآثار الفرعونية التحدث والإجابة عن استفسارات الزائرين في المتحف الكبير الذي جرى افتتاحه بشكل تجريبي في أكتوبر الماضي، وشمل 12 قاعة عرض رئيسية ضمت 24 ألف قطعة أثرية.
جاء ذلك في النسخة الثانية من هاكاثون نظمه المتحف المصري الكبير بالتعاون مع شركة ليجاسي لإدارة وتطوير المتاحف، على مدار أسبوعين في الفترة من الثالث إلى 11 من الشهر الجاري بمشاركة 17 فريقا من جامعات عديدة.
وحصد فريق من جامعة النيل مكون من خمسة طلاب (وهم مريم غالي، وشهد العبد، وشهد أسامة، وأنس أحمد، ورودينا عمرو) على المركز الأول في الهاكاثون الذي ركز على استخدام التكنولوجيا لتعزيز تجربة زوار المتحف المصري الكبير.
وقالت الدكتورة إسراء المغربي، المشرفة على الفريق الفائز، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ )، اليوم الأحد، إن التقنية تعتمد على ابتكار شاشة أو أفتار قائم على الذكاء الاصطناعي يتيح للزائر السفر عبر الزمن والتحدث لأحد ملوك مصر القدماء الذي يستطيع إدراك لغة الزائر المتحدث إليه والرد عليه بلغته.
وأضافت المغربي أن الهاكاثون استمر لمدة 30 ساعة متواصلة، حيث ظهرت قدرات الفرق المشاركة في تقديم حلول مبتكرة باستخدام تقنيات؛ مثل الواقع الافتراضي “في آر”، والواقع المعزز “ايه آر”، والذكاء الاصطناعي “ايه اي” لتحسين جودة الصور والعرض الخاص.
وأشارت المشرفة على الفريق الفائز إلى أن هذا الأخير حصل على فرصة احتضان لفكرته تبدأ في الفترة من يناير إلى أبريل 2025 لدراسة إمكانية تنفيذ المشروع من قبل المتحف المصري الكبير.
بدورها، قالت مريم غالي، عضوة الفريق الفائز، في تصريح لـ”د.ب.أ”، إن “النسخة الثانية من الهاكاثون استهدفت تحويل الأكشاك في المتحف التي تقدم فقط إمكانية التقاط الصور العادية إلى تجارب تفاعلية تخلق ذكريات تدوم للزوار”.
وأشارت إلى أن “الأكشاك (المكان المخصص داخل المتحف لأخذ الصور) توفر خيار تصوير مباشر؛ لكن ينقصها الجاذبية والإبداع”، موضحة أنهم قدموا مشروعا يسمح بالتفاعل مع شخصيات الذكاء الاصطناعي للملوك المصريين القدماء، مثل استنطاق تمثال رمسيس الثاني وجعله يتحدث بشكل مباشر مع الزوار في حوار تفاعلي في تجربة تجعل التاريخ ينبض بالحياة.
وقال عضو الفريق أنس أحمد، في تصريح مماثل، إن “التجربة تجعل الزوار يشعرون بأنهم يخطون خطوة إلى الوراء في الزمن، وأنهم يستطيعون بعد الحديث مع شخصية الذكاء الاصطناعي، وأخذ صورة مع تمثال واقعي مما يخلق مزيجا فريدا من التفاعل الافتراضي والحضور الجسدي”.
كما أكد المتحدث نفسه أن “الزوار سيأخذون صورا مطبوعة على بولارويد مصممة خصيصا وكل صورة فيها كود كيو آر يسمح للزوار بالوصول إلى نسخ رقمية من صورهم والفيديو الخاص بالتفاعل”، مشيرا إلى أن هذه الميزة تشجع الزوار على مشاركة تجاربهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ مما يزيد من الاهتمام بالمتحف.
وكان شريف فتحي، وزير السياحة والآثار المصري، قال إن الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، الذي تم الانتهاء من أعماله عام 2021، سيكون العام المقبل، مشيرا إلى أن الافتتاح التجريبي لجزء من قاعات المتحف نجح بنسبة كبيرة.