كان اليوم الدولي من أجل الجبل، الذي صادف الأربعاء المنصرم، فرصة لإطلاق شباب المناطق الجبلية المغربية نداء لتحقيق “العدالة الاجتماعية وتحسين سبل العيش”.
النداء، الذي أطلق عليه “نداء تيغزى”، طالب فيه شباب الجبل المغاربة الحكومة ومختلف المؤسسات بـ”تمكينهم من فرص التعليم والتكوين وتشجيع ريادة الأعمال في مجالات الزراعة المستدامة والسياحة البيئية وإدارة الموارد الطبيعية”.
وفق مضمون النداء، طالب الشباب بـ”العدالة الاجتماعية والمساواة”، مؤكدين على “ضرورة تعزيز العدالة الاجتماعية والمجالية والمساواة بين الجنسين في المناطق الجبلية، وضمان مشاركة الجميع في صنع القرارات التي تؤثر على حياتهم ومستقبلهم”.
وواصل “نداء تيغزى” مطالبته، مبرزا “ضرورة تمكين الشباب الجبلي، حيث هو طاقة الحاضر وأمل المستقبل، ومن جهة أخرى تبني سياسات واستراتيجيات تكيف مستدامة تستند إلى معارف المجتمعات المحلية والشعوب الأصلية، بما يعزز صمود المناطق الجبلية أمام تأثيرات التغيرات المناخية المتسارعة”.
وطالب موقعو النداء، الذي جاء على هامش لقاء في قرية تيغزى الجبلية بإفران الأربعاء الماضي، بـ”تعزيز الابتكار التكنولوجي والاجتماعي في المناطق الجبلية؛ من خلال دعم الأبحاث والحلول الإبداعية التي تسهم في تحسين سبل العيش والزراعة المستدامة، والحفاظ على النظم الإيكولوجية الجبلية”.
الحسين المسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، قال إن “الشبيبة المغربية تعيش أوضاعا صعبة من ارتفاع وتفشي البطالة بين حاملي الشواهد وحاملي السواعد، وتتضاعف هذه المعاناة وسط الشباب الجبلي”.
ودعا المسحت، في تصريح لهسبريس، إلى إقرار “إجراءات عاجلة لامتصاص البطالة وتوفير فرص شغل قارة اعتمادا على خصائص المناطق الجبلية التي تشكل فرصا واعدة للتشغيل، وتوفير تمويلات محفزة وبضمانات الدولة لإطلاق مشاريع شبابية في مجالات السياحة الجبلية والزراعة”.
وتابع عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل: “من الضروري إقرار استراتيجية تلائم التكوين الموجه للشباب مع حاجيات سوق الشغل، وتوفير شروط الاستقرار الآمن للشباب وحمايته من كل مخاطر الانحرافات التي تنتعش في المجالات المهمشة، والأهم هو الثقة في الشباب والنظر إلى الشبيبة الجبلية باعتبارها فرصا ورهانات واعدة للإسهام في التنمية”.
ولفت الفاعل المدني عينه إلى أن “تهميش الشباب يذكي انتعاش الهجرة نحو هوامش المدن أو الهجرة (السرية)، والتي تطورت بشكل مقلق لما وقع قبل شهور من أشكال جديدة للهجرة بأعداد غفيرة؛ الأمر الذي يعكس مستوى الإحباط وانعدام الثقة والغضب الشبابي من سياسات متراكمة منذ سنوات غير عادلة وغير منصفة وغير دامجة للشباب”.