الاثنين 16 ديسمبر 2024 | 10:33 صباحاً
طلاب سوريون في مسيرة بالقرب من جامعة دمشق في العاصمة السورية، 15 ديسمبر
الأسبوع الماضي، بدت اللحظة كأنها تُعيد مشاهد من بدايات الربيع العربي قبل نحو 14 عامًا.
تجددت الصور المألوفة للحشود التي ملأت الساحات، والثروات المخبأة التي انكشفت، والرموز السياسية التي كانت تبدو ثابتة وقد زالت. هذه اللحظة.
وإن كانت مليئة بالآمال، تحمل أيضًا ذكرى المعاناة التي عاشها السوريون من قتل واعتقال ونفي. الثورة التي انطلقت قبل سنوات طويلة قد وصلت إلى نقطة تحول، والفرصة الآن مواتية لتحقيق ما دفع ثمنه الشعب السوري غاليًا.
الأيام الأولى للربيع العربي
على الرغم من ذلك، يختلف هذا المشهد عن تلك الأيام الأولى للربيع العربي.
فقد شهدت المنطقة في السنوات الماضية ثورات تعثرت أو انتهت بعودة أنظمة جديدة استعادة أساليب الحكم القديمة. ومع ذلك، يمكن لتلك التجارب أن تقدم دروسًا مهمة لسوريا، حيث أصبح هناك وعي أكبر بهشاشة هذه اللحظات الانتقالية وكيفية التعامل معها بحذر وإيجابية.
المشهد الإقليمي والدولي
التعقيدات التي تحيط بسوريا ليست جديدة. فقد كانت البلاد ساحة للتنافسات الإقليمية والدولية. تدخل قوى عديدة في الأزمة السورية، من روسيا التي دعمت النظام الحاكم لتعزيز نفوذها الإقليمي، إلى إيران وتركيا، وحتى الولايات المتحدة التي ركزت على محاربة تنظيم الدولة. كما زادت إسرائيل من وجودها في المنطقة، ما يضيف مزيدًا من الأعباء على أي حكومة جديدة في دمشق، التي ستواجه تحديات إدارة بلد ممزق بفعل الحرب ووسط تنافس إقليمي محموم.
ومع ذلك، هناك حقائق لا يمكن تجاهلها: الإفراج عن الآلاف من المعتقلين، احتفالات شعبية واسعة، وإمكانية عودة ملايين اللاجئين الذين طالما عانوا في المنافي. هذه اللحظات تحمل الأمل بقدر ما تحمل من تحديات.
الشعب هو مفتاح الحل
على مدار الأزمة، طغت المعادلات الدولية والإقليمية على صورة الشعب السوري، الذي كان غالبًا مجرد رقم في حسابات القوى الكبرى. لكن السوريين أنفسهم هم من يملكون الحق والقدرة على صياغة مستقبلهم. الباحث السوري ياسر منيف أشار إلى أهمية التركيز على الحركات الشعبية الثورية التي طالما تم تهميشها، مؤكدًا أن المعارضة السورية يجب أن تُفهم بعمق يتجاوز الخطابات السائدة.
لا حلول مثالية ولكن الفرصة قائمة
التغيرات الكبرى نادرًا ما تأتي بخطط واضحة وسهلة التنفيذ. لكن ذلك لا يعني أن السوريين محكومون بتكرار تجارب الماضي. يجب أن تُمنح هذه المرحلة فرصة للتطور دون أن تُثقل بمخاوف سابقة أو توقعات متشائمة. الأيام الأخيرة أظهرت كيف يمكن للحرية أن تطلق طاقات الإبداع والأمل لدى الشعوب.
اليوم، يقف السوريون أمام فرصة حقيقية لرسم مستقبلهم بأنفسهم. المطلوب من المجتمع الدولي هو الدعم والإيمان بقدرة هذا الشعب على تجاوز محنته وبناء نموذج جديد يحتذى به في المنطقة. في هذه اللحظة، ما يحتاجه السوريون هو الثقة، التفاؤل، وربما قليل من الحماسة التي تُبقي شعلة الأمل متقدة.
اقرأ ايضا