في مشهد مليء بالحزن والمرارة بـ محكمة الأسرة في مصر الجديدة، وقفت والدة الشابة ميادة صاحبة 25 عامًا تروي تفاصيل وفاة ابنتها المأساوية أثناء ولادتها في مستشفى المطرية، مؤكدة أن زوجها هو المسؤول الأول عن هذه المأساة بسبب إهماله وقسوته.
بدأت القصة عندما اصطحب زوج ميادة زوجته لإجراء عملية ولادة قيصرية بمستشفى المطرية الحكومي، رغم خوفها الشديد من الخضوع للعملية في مستشفى حكومي، حيث قالت والدة ميادة لـ تحيا مصر: "ميادة اتصلت بي وهي خائفة، وقالت إنها في المستشفى ستلد قيصري، وعاتبت زوجها لماذا أخذها إلى مستشفى حكومي بدلاً من خاص، خاصة وأنه قادر على توفير رعاية أفضل، لكن بخله حال دون ذلك".
وأضافت الأم من أمام محكمة الأسرة متحدثةً عن آخر اللحظات قبل دخول ابنتها غرفة العمليات: "كانت ميادة مرعوبة، واتصلت بزوجها لتعبر له عن خوفها، لكنه رد عليها برد صادم وقال لها: 'يارب تموتي وأتجوز غيرك'. هذا الرد كان قاسيًا عليها وأثر في نفسيتها، ما زاد من خوفها قبل العملية".
وبعد ساعات قليلة، دخلت ميادة غرفة العمليات لتنجب طفلة صغيرة، لكنها خرجت منها جثة هامدة، تاركة طفلتين؛ الأولى تبلغ 4 سنوات، والصغيرة ولدت في تلك الليلة ولم ترَ والدتها.
وتابعت والدة ميادة، وهي تقف أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، قائلة: "زوج ابنتي أتى بعد أربعين يومًا من وفاة ميادة ليخبرني بكل برود أنه سيتزوج بامرأة أخرى ويريد التخلص من بناته حتى يستطيع أن يعيش حياته كما يريد".
إهمال الزوج ورفضه تحمل المسؤولية
وصفت والدة ميادة زوج ابنتها بأنه "بخيل" وغير مسؤول، رغم قدرته المادية، وأوضحت أن زوج ابنتها يعمل شيفًا ويبلغ من العمر 31 عامًا، لكن بخله دفعه لإدخال ميادة إلى مستشفى حكومي رغم خوفها وتوترها من الولادة فيه.
وقالت الأم: "بنتي توفيت بسبب إهمال طبي، خاصة بعد إصابتها بارتفاع الضغط نتيجة التوتر النفسي الذي عاشته بسبب كلام زوجها وتصرفاته. كان بإمكانه إدخالها مستشفى خاص لكنه اختار الأرخص دون الاهتمام بحالتها".
وأضافت أن الزوج رفض تحمل مسؤولية ابنتيه بعد وفاة والدتهما، موضحة: "أخبرني أنه لا يستطيع تحمل نفقاتهما لأنه 'يبني نفسه' لكي يتزوج من امرأة أخرى. وعندما ذهبنا إلى المحكمة، حكم القاضي بأن يدفع 2000 جنيه نفقة شهريًا، لكنه أعطانا 1500 جنيه فقط وقال: 'أنا مش هقدر أدفع أكتر من كده، أنا بجمع فلوس عشان الجوازة الجديدة'".
حياة ميادة في السنوات الأخيرة
تحدثت الأم عن تفاصيل حياة ابنتها خلال آخر سنتين من زواجها، مؤكدة أن ميادة كانت تعيش معها لأنها لم تكن تتحمل قسوة زوجها وإهماله. وقالت: "ميادة كانت تعيش معي بسبب بخله وعدم إنفاقه على المنزل، ورغم ذلك، لم يهتم حتى بمصير طفلتين صغيرتين بعد وفاتها".
وأوضحت أن زوج ميادة لم ير الطفلة الصغيرة منذ ولادتها، ولم يكلف نفسه عناء السؤال عنها، بل سارع إلى تجهيز زواجه الجديد باستخدام أثاث منزل ميادة.
رفض تسليم الطفلتين للأب
وأشارت والدة ميادة إلى أنها ترفض تسليم الطفلتين إلى زوج ابنتها، قائلة: "هذا الرجل لم يكن أمينًا على بنتي في حياتها، فكيف أترك له طفلتين صغيرتين؟ الطفلة الكبرى تسأل عنه باستمرار، لكنها لا تحصل على إجابة. أما الصغيرة، فقد أطلقت عليها اسم 'ميادة' تخليدًا لذكرى والدتها".
ختام الأم حديثها
في نهاية حديثها، عبّرت والدة ميادة عن غضبها وحزنها قائلة: "حسبي الله ونعم الوكيل. زوج ابنتي هو السبب في موتها، وهو الآن يريد التخلص من بناته ليتزوج. لن أسامحه أبدًا على ما فعله، وسأبقى أطالب بحق ميادة وطفلتيها".
بهذه الكلمات المؤثرة، اختتمت الأم روايتها، مطالبةً بتحقيق العدالة لابنتها وطفلتيها اللتين تُركتا دون أب يهتم بهما أو يرعاهما.