هارون الهواري
الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024 08:26 م 12/17/2024 8:26:26 PMفي مشهد يخطف القلوب، خيّم الحزن على قرية بلوط بمحافظة أسيوط بعد فقدان ابنتها الشابة الدكتورة بيترا أشرف نجيب في حادث أليم على طريق القوصية – أسيوط. كانت الحياة تعدّ لها أيامًا مشرقة بانتظار زفافها في شهر مايو المقبل، لتتحوّل تلك الأحلام واللحظات السعيدة إلى دموع وصمت وقلوب مكلومة.
«نموذج للنقاء والعطاء»
رحلت بيترا تاركة خلفها ذكرى طيبة وبصمة إنسانية تضيء القلوب. فهي لم تكن فقط طبيبة شابة تحمل حلم مستقبل واعد، بل مثال للنقاء، المحبة والخدمة، وصديقة لكل من عرفها. تشهد قرية بلوط وكل من تعامل معها بأنها كانت إنسانة استثنائية، جمعت بين الأخلاق الرفيعة وروح التفاني في عملها وحياتها.
أحد أصدقائها قال بتأثر:
«كانت مصدر بهجة لنا جميعًا.. وجهها الملائكي وصوتها الهادئ يملآن المكان بالسلام، لم نكن نتخيل أن تتركنا بهذه السرعة».
«صدمة القرية وحزن الأهل»
ما أن انتشر خبر رحيل بيترا حتى خيّم الحزن على كل بيت في القرية، فلا يكاد يخلو منزل من دمعة تُسكب ويدٍ تُرفع بالدعاء. والدها، المحامي المعروف في البلدة، وقف في صمت الأب الموجوع، بينما نحيب والدتها وأفراد أسرتها اخترق القلوب، وكل من حولهم يدعو بأن يمنحهم الله القوة والعزاء في مصابهم الجلل.
«طريق القوصية.. جرح مفتوح»
الحادث الذي وقع على الطريق الذي بات شاهدًا على مآسٍ متكررة، يعيد طرح تساؤلات حول عوامل السلامة والاهتمام بشبكة الطرق في أسيوط، خاصة مع ارتفاع أعداد الحوادث على هذا الطريق الحيوي.
«عروس السماء».. إلى رحاب الرب
وسط الزغاريد التي كان من المقرر أن تنطلق في شهر مايو، علت بدلاً منها تراتيل الصلاة والدعاء. الجميع ودّع بيترا بالصلاة والدموع، مؤمنين أنها الآن في مكان أفضل، رحلت إلى حضن الرب الذي وصفه الإنجيل بـ"إله كل عزاء".
أحد رجال الكنيسة قال خلال الصلاة الوداعية:
> «بيترا تركت الدنيا ولكن روحها الطاهرة تضيء سماءنا. صلّوا من أجل تعزية أهلها، فالله وحده هو القادر أن يجبر هذا القلب المنكسر».
«رحلت بجسدها وبقيت روحها»
رغم الألم، تركت بيترا أشرف نجيب أثرًا خالدًا في قلوب من عرفها، وذكراها ستظل نورًا يضيء درب كل من أحبّها. فالرب أعطى، والرب أخذ، ليبقى اسم الرب مباركًا، وتبقى حكايتها درسًا في الحياة والمحبة.
«عروس المسيح.. إلى اللقاء يا بيترا في السماء».