وسط تقارير متضاربة حول مكان تواجد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري السابق بشار الأسد، نفت وزارة الداخلية العراقية بشكل قاطع صحة الأنباء التي تتحدث عن وجوده داخل الأراضي العراقية. وأكد المتحدث باسم الوزارة، العميد مقداد ميري، أن "الأنباء التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود ماهر الأسد في العراق لا أساس لها من الصحة".
لكن رغم هذا النفي، لا تزال التكهنات مستمرة حول مكان وجود ماهر الأسد، الذي يعتبر أحد أبرز الشخصيات المثيرة للجدل في النظام السوري.
تقارير تربط وجوده بمحافظة السليمانية
ذكرت مصادر مطلعة لقناة "العربية/الحدث" أن ماهر الأسد يتواجد في محافظة السليمانية شمال العراق، بضيافة زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني. كما أشار مراسل القناة إلى أن ماهر دخل العراق عبر منطقة "عكاشات" الحدودية برفقة مستشارين إيرانيين، وهي معلومات أثارت تساؤلات حول دقة النفي الصادر عن وزارة الداخلية العراقية، التي نفت فقط وجوده الحالي على أراضيها دون الإشارة إلى احتمالية عبوره الحدود.
روايات أخرى تشير إلى وجوده في روسيا
في الوقت الذي تتحدث فيه تقارير عن تواجده في العراق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن هناك أنباء عن انتقال ماهر الأسد إلى روسيا عبر طائرة مروحية بعد سقوط النظام السوري. هذا الانتقال، إذا تأكد، يعكس تحولًا كبيرًا في الأدوار التي كان يلعبها ماهر في النظام.
من هو ماهر الأسد؟
وُلد ماهر الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 1967، وهو أصغر أبناء الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد. شغل منصب قائد "الفرقة الرابعة" المدرعة، التي تعتبر واحدة من أقوى التشكيلات العسكرية التابعة للنظام السوري.
ماهر الأسد لعب دورًا محوريًا في قمع الثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، حيث أشرف على العمليات العسكرية في مناطق مثل درعا، بانياس، حمص، وإدلب، مستخدمًا القوة المفرطة ضد المحتجين، ما جعل اسمه مرتبطًا بأكثر الصفحات دموية في تاريخ سوريا الحديث.
تشير تقارير دولية إلى تورط الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد في تهريب المخدرات السورية، بما في ذلك تجارة الكبتاغون، التي أصبحت مصدر دخل رئيسي للنظام السوري خلال سنوات الحرب. وتؤكد هذه التقارير أن هذه العمليات تُدار بشكل منظم بمشاركة قيادات من النظام وأطراف إقليمية.
ماذا بعد سقوط النظام؟
بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، يواجه ماهر الأسد عقوبات دولية تشمل الولايات المتحدة، بريطانيا، والاتحاد الأوروبي. ومع غموض مكانه، يظل ماهر إحدى أكثر الشخصيات التي تلاحقها التساؤلات.
ورغم خروجه من المشهد السياسي المباشر، فإن دوره السابق كقائد للفرقة الرابعة وارتباطه بالعمليات العسكرية الوحشية والأنشطة غير القانونية يجعله تحت دائرة الضوء الدولية والمحلية.