الاربعاء 18 ديسمبر 2024 | 04:39 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية
وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: عندما يلتزم البشر بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: "وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ" . [المعارج:32]. وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
o سائق تاكسي يعثر على 8 ملايين جنيه على الطريق ويرفض مليون مكافأة: «الحمد لله مستورة» ، سائق التاكسي «سامح رجب» ضرب مثالًا نادرًا في الأخلاق والإنسانية، بعدما أعاد مبلغًا ضخمًا قدره 8 ملايين جنيه عثر عليه
ملقى على الطريق الساحلي الدولي بين «مطروح- الإسكندرية».
o بدأت القصة حينما كان سامح، الذي يعمل سائق تاكسي بمحافظة مطروح منذ 15 عامًا، في طريقه للعمل كعادته. وفي منطقة كوبري فوكا، على بعد 80 كيلومترًا شرق مرسى مطروح، لاحظ وجود «شيكارة دقيق صفراء» ملقاة على الأرض بجانب الطريق. بدافع الفضول، توقف سامح ليتحقق منها، ليكتشف داخلها رزمًا مالية مغلقة.
o عاد سامح إلى منزله حاملًا الكيس، وهناك عدّ النقود ليجدها تصل إلى 8 ملايين جنيه، موزعة على 400
رزمة: 399 منها بفئة 200 جنيه، ورزمة واحدة بفئة 100 جنيه. رغم ضخامة المبلغ، لم يضعف سامح أمام إغراء المال، مؤكدًا أن رزقه يجب أن يكون بالحلال ، قرر سامح أن يعيد المال لصاحبه، فنشر إعلانًا عبر حسابه الشخصي على وسائل التواصل الاجتماعي، معلنًا أنه عثر على مبلغ كبير وطلب من أي شخص يدعي ملكيته تقديم دليل واضح عن محتوياته.
o خلال ساعات، تلقى العديد من الاتصالات، لكن شخصًا واحدًا فقط كان لديه التفاصيل الدقيقة عن الشيكارة والرزم المالية، ما أثبت
ملكيته للأموال ، اتفق سامح مع صاحب المال على موعد للقاء، وفي اليوم التالي، جاء الرجل إلى منزل سامح. ولحظة تسليمه المبلغ، عرض الرجل مكافأة قدرها مليون جنيه تقديرًا لأمانته، إلا أن سامح رفض العرض بشدة، مؤكدًا أن المال ليس حقه، وأن ما فعله هو واجب أخلاقي وديني.
o يقول سامح: «الأمانة كنز، وراحتي النفسية أهم من أي مكافأة، المال الحرام لا يُنبت خيرًا، وأنا أحرص على أن أطعم أسرتي بالحلال». وأضاف أنه شعر بسعادة غامرة عندما رأى صاحب المال يعود إلى
أهله سالمًا مطمئنًا ، سامح رجب، الذي ينتمي إلى محافظة قنا ويعيش في مطروح منذ أكثر من عقد والحمد لله مستورة، بات حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل، حيث أشاد الكثيرون بأمانته. وقصته ليست مجرد حكاية عن المال، بل درس في القيم الإنسانية التي تستحق أن تُروى.
o الأمانة من القيم النبيلة التي حث الإسلام، وأكد عليها، واهتم بها، فالأمانة خلق جليل من أخلاق دين الإسلام العظيم، وأساس من أسسه القويم، بها تنصلح الأحوال وتستقيم موازين الحياة.
o جميع التكاليف والفرائض الشرعية التي كلف الله عباده بها أمانة تحملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها .
o الأمانة ضد الخيانة، إذ أن أصل الأَمْن، طمأنينة النفس وزوال الخوف، لافتا إلى كلُّ ما افترض على العباد فهو أمانة، كصلاة وزكاة وصيام وأداء دين، وأوكدها الودائع، وأوكد الودائع كتم الأسرار) والأمانة صفة مميزة لأصحاب الرسالات، فقد كان أهم صفات الرسل والأنبياء الصدق والأمانة .
o وخلق الأمانة من أَخَصِّ الأوصاف
التي اتصف بها النبي ﷺ منذ الصغر حتى لَصِقت به قبل بعثته، وَلَقَّبَتهُ قُرَيشٌ بِالصادق الأَمين، واشتُهِر بذلك عند أهل مكة فحكَّموه في خصوماتهم، واستودعوه أماناتهم؛ ليحفظها لهم.
o الأمم تعيش وتعاني أزمة الأمانة؛ فإذا تحققت الأمانة في جوانب الحياة عمّ الأمن وساد الأمان في المجتمعات والأوطان، ولفتح الله -سبحانه وتعالى- علينا بركات من السماء والأرض، ولحل رغد العيش في مجتمعنا، محذرًا من مخاطر ضياع الأمانة، وأن ضياعها ناقوس خطر يُنذِر بقرب قيام الساعة،
فالأمانة واجبة في كل جوانب حياة المسلم ابتداءً من المنزل في معاملة الزوجين وتربية الأولاد والمعاملة مع الجيران وحتى في المجتمع والوطن ككل.
o نفحات الله سبحانه وعطاياه لعباده أكثر من أن يحصيها عبدٌ، فالله سبحانه وتعالى صاحب الفضل العظيم لقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، ولكن هذه المنح والعطايا تتطلب من العبد أن يتحلى بالأمانة في أدائها والقيام بها، فكل عمل لا تُراعَى فيه أمانة أدائه يكون عملا هشا غير متقن يخلو من الإخلاص
ويكون أقرب إلى النفاق.
o سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ﷺ بيّن فضل الأمانة في قوله ﷺ) :لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له)، وقوله ﷺ: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، لافتا إلى أن الحث على الأمانة بدا جليا في القرآن الكريم فقال الحق سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، وقال أيضا: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾.
o العبادات جميعها تحتاج من المرء
إلى أن يكون أمينا؛ ففي تفسير قوله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، يقولون إنَّ هذه الآية تجمع الأمانات كلها في تناول أحكام الشرع، فلا تقتصر على الودائع والأموال فحسب، بل تناولت العبادات أيضا، فالصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات تتطلب الأمانة، فمن قصر في أداء العبادة ولم يفي بشروطها وسننها وواجباتها وفرائضها كان خائنا لله ورسوله، فقد استعاذ النبي ﷺ من الخيانة فقال: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُوعِ؛ فَإِنَّهُ بِئْسَ الضَّجِيعُ، وَأَعُوذُ
بِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ؛ فَإِنَّهَا بِئْسَتِ الْبِطَانَةُ).
o حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .
اقرأ ايضا