مر عامان على نهائي كأس العالم 2022 بقطر؛ حيث فاز منتخب الأرجنتين على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (4-2)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل الإيجابي 3-3.
وتعتقد الشريحة الكبرى من مشجعي كرة القدم حول العالم، أن نهائي 2022 كان الأفضل والأكثر متعة وإثارة، في تاريخ المباريات النهائية ببطولة كأس العالم، التي انطلقت لأول مرة عام 1930 في الأوروغواي.
نهائي كأس العالم 2022.. مباراة للتاريخ
في السادسة من مساء يوم الأحد (18 ديسمبر/ كانون الأول 2022)، أطلق حكم الساحة البولندي سيمون مارتشينياك صافرته، ليعلن انطلاق المباراة النهائية لمونديال 2022، على أرضية ملعب "لوسيل" الأيقوني.
ونجح منتخب الأرجنتين في فرض أفضلية واضحة خلال الشوط الأول؛ حيث تقدّمت كتيبة "الألبيسيليستي" بهدفين نظيفين، حملا توقيع ليونيل ميسي (من ركلة جزاء) وأنخيل دي ماريا، عند الدقيقتين الـ23 والـ36 على الترتيب.
وبينما بدت الأرجنتين في طريقها للتتويج باللقب العالمي، تمكنت فرنسا من العودة بهدفين في ثوانٍ معدودة؛ حيث هز كيليان مبابي شباك إيميليانو مارتينيز من ركلة جزاء في الدقيقة الـ80، قبل أن يعاود المهاجم الفرنسي الكرة بالدقيقة الـ81، عبر تسديدة متقنة.
كان التعادل (2-2) في الوقت الأصلي، يعني احتكام الفريقين إلى وقت إضافي من شوطين. وفي الوقت الإضافي، ظلت الإثارة حاضرةً؛ حيث أعاد ميسي التقدم للأرجنتين بالدقيقة الـ108، قبل أن يرد مبابي بهدف التعادل (من ركلة جزاء جديدة)، في الدقيقة الـ118.
وهنا، توقع الكثيرون أن يهدأ إيقاع نهائي كأس العالم 2022 بقطر؛ فمن المنطقي أن يخشى كل فريق من خسارة كل شيء، تمهيدًا لخوض غمار "ركلات الترجيح"، لكن ما حدث أن كلا المنتخبين واصل الهجوم، لدرجة أن إيميليانو مارتينيز تصدى لانفراد صريح أمام راندال كولو مواني، فيما وجّه لاوتارو مارتينيز تسديدة رأسية مرت بمحاذاة القائم لمرمى هوغو لوريس.
ولم ينتهِ كل هذا الصخب إلا بصافرة مارتشينياك، التي أعلنت عن الاحتكام لركلات الترجيح، وقد ابتسمت الأخيرة لميسي ورفاقه، فيما أدارت ظهرها لفرنسا، بعدما أهدر كينغسلي كومان وأوريلين تشواميني ركلتين.
لقب باسم ميسي
لا يمكن لأي مشجع لكرة القدم أن يشكك في موهبة وجودة ميسي، لكن الواقع يقول إن "البرغوث الأرجنتيني" لم يكن محظوظًا أبدًا فيما يخص الألقاب الدولية بصحبة منتخب بلاده، حتى وصل ليونيل سكالوني للإشراف على العارضة الفنية للفريق اللاتيني.
برفقة سكالوني، تمكن ميسي من قيادة منتخب الأرجنتين للتتويج بلقبَين في كوبا أمريكا (2021، 2024) ولقب في كأس الأبطال "فيناليسما" 2022، ولقب "هو الأبرز والأهم على الإطلاق" في كأس العالم 2022 بقطر.
فرض ميسي نفسه "نجمًا أول" لمونديال 2022؛ حيث أسهم بـ10 أهداف (سجّل 7 أهداف، قدّم 3 تمريرات حاسمة)، ليُتوج "عن جدارة" بجائزة "أفضل لاعب في البطولة".
" title="حصاد المونديال "الحلقة 1" .. أفضل 10 نجوم" width="890">
وسيبقى مشهد حمل ميسي لمُجسم كأس العالم "راسخًا في ذهن كل مشجع لكرة القدم"، خاصةً أن هذه اللقطة تحديدًا قالت للكثيرين إن "البولغا" قد يكون "أفضل لاعب في تاريخ اللعبة".
هاتريك مبابي الحزين
في نهائي كأس العالم 2022 بلوسيل، أحرز كيليان مبابي 3 أهداف "هاتريك"، ليصبح الدولي الفرنسي أول لاعب يحقق ذلك بمباراة نهائية للمونديال، منذ فعلها الإنجليزي جيوف هيرست في نسخة 1966.
لكن الفارق أن "هاتريك" هيرست قاد منتخب إنجلترا للتتويج بالكأس الذهبية، فيما أصبحت ثلاثية مبابي "حزينة"؛ مع اكتفاء فرنسا بالحصول على المركز الثاني، رغم فوز كيليان نفسه بجائزة "هدّاف البطولة".
نهائي العمر في النسخة الفضلى
كان نهائي كأس العالم 2022 بمثابة "حبة الكريز" على كعكة المونديال الأفضل في تاريخ كرة القدم، باعتراف كل مَن تابع البطولة، سواءً من داخل قطر أو خارجها.
لقد نظمت قطر كأس عالم استثنائية، وقد حفلت البطولة بالكثير من الأحداث التاريخية والمباريات الممتعة، وأبرزها بالطبع تلك المباراة النهائية "غير العادية" بين الأرجنتين وفرنسا.
بأهدافه الستة، منح "نهائي لوسيل" مونديال قطر مكانة "كأس العالم الأكثر تسجيلًا للأهداف"، برصيد 172 هدفًا، متجاوزًا الرقم القياسي السابق، الذي كانت تحمله "مناصفةً" نسختا 1998 بفرنسا و2014 بالبرازيل (171 هدفًا).
ومن خلال حضور 88,966 متفرج لمباراة نهائي كأس العالم 2022 بقطر، تجاوز إجمالي الحضور في البطولة حاجز الـ3 ملايين و400 ألف.