أنهى انتصار فصائل المعارضة السورية المسلحة حكم الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وفي مشهد غير مسبوق دخل أ الشرع زعيم هيئة تحرير الشام، المعروف بـ "أبو محمد الجولاني" الذي يبلغ من العمر 42 عاماً، ساحة المسجد الأموي في دمشق، وسط حشود من السوريين وهتافات وترحيب، ليعلن القضاء على حكم بشار الأسد وتحرير آلاف من المعتقلين من سجون النظام السابق.
وتعيش سوريا الان واقعا جديدا لم تعهده منذ ستينيات القرن الماضي، فمازال هناك من يعيش حالة من الصدمة، الكل يجمع على أهمية سقوط نظام الأسد، والبعض متفائل والبعض الأخر في قلق، وثمة من هم في حيرة من أمرهم من النظام الجديد وهوية قادته الجدد.
وفي هذا السياق حاورت “مصر تايمز ” أحمد الدالاتي القيادي في إدارة العمليات العسكرية في سوريا، في عدة ملفات منها رؤية الحكومة الجديدة خلال الفترة المقبلة، وملف الأقليات، والعلاقات الخارجية، واستهداف إسرائيل للمواقع السورية .
في البداية ما هي أولويات الحكومة الانتقالية الجديدة؟
في ظرف كالذي تمر فيه بلادنا الهدف الأول لأي حكومة هو توفير الأمن، وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين، وإعادة الحياة إلى طبيعتها، هذا بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية وضعنا ضمن أولوياتنا تهيئة الأجواء المناسبة للوصول لنظام سياسي يشترك فيه كافة السوريين في اختيار دستورهم وشكل بلدهم..
ما هي رؤية الإدارة الجديدة لوضع الأقليات في سوريا؟
الأقليات هم مواطنون في هذه الدولة، وهم جزء أساسي من تاريخها، وبالتأكيد هم جزء أساسي من حاضرها ومستقبلها ، ولا يمكن السماح بإجراء أي نوع من أنواع التمييز ضدهم على أساسات عرقية أو إثنية، شأنهم في ذلك شأن بقية أفراد المجتمع ، نحن نريد طي تلك الصفحة السيئة التي كتبها نظام الأسد في تاريخ بلدنا ، نحن نصنع اللحظة الفارقة الآن، ولا نريد أن نسمع مصطلح الأقليات في سياق الحديث عن التمييز، فكل مواطني دولتنا سوف يتمتعون بنفس الحقوق، وسوف تكون عليهم نفس الواجبات ،لا أحد يأخذ أكثر مما يستحق، فالجميع سواسية، ونحن ننظر إلى أفراد المجتمع بحسب ما يصنعون، لا بحسب ما يعتقدون..
كيف تنظرون لاستهداف إسرائيل لمواقع في سوريا؟
سوريا دولة ذات سيادة، ولها تاريخ مشرف في الحرب والسلام، ما تقوم به إسرائيل من قصف لمواقعنا العسكرية، واستهداف للبنية التحتية في سوريا غير مقبول بأي شكل من الأشكال ، ونحن ندين هذه التصرفات غير المسؤولة من قبل إسرائيل، من الواضح لنا أن إسرائيل تستغل الظرف الاستثنائي الذي تمر به بلادنا ، إلا أننا نأمل من المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه ما تقوم به إسرائيل من قصف واعتداء على منشآتنا العسكرية والحيوية..
هل سيكون هناك تعاون مستقبلا مع الدول التي لها وجود عسكري في سوريا ؟
رعونة نظام الأسد تسببت بإدخال البلاد في نفق مظلم من الحرب، استدعى خلالها إدخال عدة قوات أجنبية كي تقاتل بها الشعب السوي، ثم مع تقدم الحرب تدخلت قوى دولية أخرى لتحقيق شيء من التوازن ، السماح ببقاء أي قوات أجنبية في سوريا يجب أن يتم من خلال اتفاقيات واضحة تصب في مصالح الشعب والدولة السورية الجديدة وبناء جيشها القادم.
ما رؤية حكومة تصريف الأعمال في ملف العلاقات الخارجية؟
سوريا تقع ضمن ثلاثة دوائر، فهي جزء من محيطها العربي أولا ، وجزء من محيطها الإسلامي ثانيا.. وجزء من المحيط الأوسع عالميا ، نحن نسعى لبناء علاقات جيدة ومتوازنة مع كافة الدول بلا استثناء ، علاقات قائمة على أساس الثقة والمودة والاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة سوريا (الدولة والشعب) لها تاريخ إيجابي طويل مع محيطاتها ، وهي لم تكن يوما تنظر بسوء إلى أحد من دول الجوار.
حكومة تصريف الأعمال أصدرت بيان شكر لـ ٧ دول عربية منهم مصر فما هو تعليقك على ذلك؟
شهدنا من الساعات الأولى تفاعلا إيجابيا من بعض الدول العربية، وكانت تأتينا إشارات تطمين مع أشقائنا العرب ، ونحن نعتبر بقاء بعض السفارات في دمشق مفتوحة وتتابع عملها رسالة ترحيب واسعة لما قمنا به ، وإن بقاء هذه الدول في عملها، وعدم مغادرة دبلوماسييها دمشق هو أمر يستحق الشكر..
هل سنرى في المستقبل تطبيع للعلاقات مع إسرائيل ؟
من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع، في اللحظة التي تسألني فيها عن التطبيع تقوم الطائرات الإسرائيلية بانتهاك أجواء بلادنا، وتقصف المطارات وتدمر الطائرات وتستهدف الثكنات العسكرية، فكيف يمكن الحديث عن التطبيع في مثل هذا الظرف؟ ، فالتطبيع هو قرار الشعب السوري، عندما تستقر الدولة، وننتهي من تأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين يمكن فتح هذا الموضوع ، طبعا القرار المبدئي في سوريا والذي يحظى بإجماع السوريين لا يدعم فكرة التطبيع، على كل حال لا يوجد شيء ثابت لا يتحرك، لكن لا يوجد فعل دون مقدمة وسبب.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.