عملية مُعقدة استمرت 4 أيام..إنقاذ حياة مُختصة في استكشاف الكهوف شمال إيطاليا

رجال الإنقاذ يوم الأربعاء يخرجون أوتافيا بيانا من كهف بوينو فونتينو.

تمكنت فرق الإنقاذ من إخراج امرأة إيطالية كانت عالقة في أحد كهوف شمال إيطاليا، بعد عملية إنقاذ معقدة استمرت أربعة أيام.

تم إنقاذ أوتافيا بيانا، المختصة في استكشاف الكهوف، في الساعات الأولى من يوم الأربعاء. 

وكانت بيانا قد تعرضت للسقوط يوم السبت الماضي أثناء استكشاف منطقة غير معروفة من كهف بوينو فونتينو، الواقع بالقرب من مدينة بيرغامو، حيث سقطت على ارتفاع خمسة أمتار، ما أسفر عن إصابات خطيرة في وجهها وأضلاعها وركبتيها.

أكثر من 150 خبيرًا عملوا بلا توقف لضمان سلامتها، في عملية دقيقة تتطلب نقلها عبر 4 كيلومترات من الأنفاق الضيقة باستخدام النقالة. تم التغلب على العوائق في طريقها عبر تفجيرات صغيرة، بينما كان الفريق يوقف عمليات النقل بشكل دوري للتأكد من استعادتها للوعي.

وقد تم تسريع عملية الإنقاذ يوم الثلاثاء بسبب القلق المتزايد حول حالتها الصحية. وبمجرد إخراجها، تم نقل بيانا على متن مروحية إلى مستشفى في بيرغامو لتلقي العلاج اللازم.

وأوضح ماورو غيدوتشي، نائب رئيس فريق الإنقاذ الجبلي والكهوفي الوطني، في مؤتمر صحفي: "لقد عملنا في ظروف معقدة، حيث كانت المنطقة المعرضة لانهيارات الصخور قد تسببت بالفعل في وقوع الحادث، مما زاد من تعقيد المهمة."

من جانبه، أشار أحد أفراد فريق الإنقاذ، الذي طلب عدم ذكر اسمه واكتفى بلقب أنتونيلو، إلى أن "مع مرور الوقت، ازدادت آلامها، لكن كانت قادرة على الشعور بأنها تقترب من النجاة."

وكانت بيانا قد شاركت في بعثة استكشافية مع ثمانية آخرين لاستكشاف جزء غير معروف من كهف بوينو فونتينو، الذي يعد من أصعب الأماكن التي يتحدى استكشافها حتى أكثر المتخصصين خبرة. وهذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها بيانا لحادث في نفس الكهف، حيث كانت قد تعرضت لكسر في ساقها خلال مهمة سابقة، ما أدى إلى بقائها عالقة لمدة يومين.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام الإيطالية، أكد رينو بريغاني، الطبيب المسؤول عن فريق الإنقاذ الجبلي، أن بيانا قد قررت الآن "التوقف عن ممارسة استكشاف الكهوف إلى الأبد"، مضيفًا أنها قالت إنها "لن تعود إلى الكهوف مجددًا".

وقد شارك في عملية الإنقاذ فرق من جميع أنحاء إيطاليا. وقال فيدريكو كاتانيا، من فريق الإنقاذ الجبلي والكهوفي الوطني، إن بيانا تتمتع بسمعة واسعة كخبيرة ولديها خبرة كبيرة، وكانت مجهزة تجهيزًا مناسبًا لهذه المهمة. وأكد قائلاً: "نحن لا نحكم على الأشخاص الذين نقدم لهم المساعدة. هدفنا الوحيد هو إنقاذ الأشخاص في الحالات الطارئة، بغض النظر عن خلفياتهم."