شهد اكتشاف نفط وغاز في نيجيريا تطورات إيجابية تبشّر بفتح الباب أمام تحقيق الاستفادة محليًا وعالميًا لاحتياطياته الثمينة التي تتجاوز حدود 300 مليون برميل من النفط المكافئ.
ووفق آخر تحديثات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اتخذ تحالف، تقوده شركة النفط متعددة الجنسيات شل، قرار الاستثمار النهائي الذي طال انتظاره لتطوير موقع اكتشاف "بونغا نورث" (Bonga North) قبالة السواحل النيجيرية.
وتشمل الاستثمارات التي قُدِّرَت بـ10 مليارات دولار حفر آبار جديدة وربط الاكتشاف بمنصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة، فضلًا عن تحديثها.
وتمتلك شل من خلال ذراعها المحلية "شل نيجيريا للتنقيب والإنتاج المحدودة" (SNEPCo) %55 من أسهم رخصة تشغيل المشروع، إلى جانب شركتي "إيسو للتقيب والإنتاج في نيجيريا" (Esso) بنسبة 20%، وتوتال إنرجي الفرنسية 12.5%، وشركة النفط الوطنية النيجيرية (NNPC) %12.5 أيضًا.
متى يبدأ الإنتاج؟
يقع مشروع "بونغا نورث" في المياه العميقة قبالة سواحل نيجيريا داخل حقل بونغا في رخصة التنقيب رقم 118، على عمق يصل إلى ألف متر.
ووفق منظومة إدارة موارد النفط، قدّرت جمعية مهندسي النفط حجم موارد النفط والغاز داخل موقع الاكتشاف بأكثر من 300 مليون برميل من النفط المكافئ من الموارد المؤكدة والمحتملة.
ومن المتوقع بدء الإنتاج بحلول عام 2030، وسيصل حجم النفط عند بلوغ ذروة الإنتاج إلى 110 آلاف برميل من النفط يوميًا.
وتقول شركة شل، إن الاستثمار في اكتشاف "بونغا نورث" سيضمن استمرار قيادة أعمال التنقيب وإنتاج الغاز المتكاملة لمسيرة تحقيق تدفقات نقدية على العقد المقبل.
يُشار إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة شل وائل صوان منحَ الأولوية لزيادة إيرادات المساهمين وتعظيم قيمة الأسهم، ولذلك باع وألغى مشروعات لإنتاج الهيدروجين والطاقة المتجددة للتركيز على مشروعات النفط والغاز الأكثر ربحًا.
وهنا، تتوقع الشركة العالمية أن يفوق معدل العائد الداخلي على الاستثمار في اكتشاف النفط والغاز النيجيري الحدّ الأدنى المقبول من الإيرادات.
وجاء في البيان -أيضًا- أن قطاع التنقيب والإنتاج في شل يواصل وضع معايير جديدة للأداء عبر اقتناص فرص تطوير اكتشافات قريبة من الحقول للاستفادة من الخبرات التقنية والشراكات القوية ونموذج الأعمال المرتكز على التبسيط والتكرار.
تفاصيل مشروع بونغا نورث
يتضمن قرار الاستثمار النهائي لتطوير اكتشاف نفط وغاز "بونغا نورث" انطلاق أعمال حفر ما يصل إلى 16 بئرًا؛ 8 إنتاجية و8 لحقن الماء.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، تُستعمل آبار الحقن في إعادة ضخ السوائل المصاحبة لعملية إنتاج النفط والغاز الطبيعي (مياه مالحة بصورة أساسية ممزوجة ببعض المواد الكيماوية) تحت سطح الأرض، كما تُستعمل هذه الآبار في حقن ثاني أكسيد الكربون بباطن الأرض؛ لزيادة معدلات استخراج الخام من حقول النفط النشطة.
وتشمل أعمال التطوير -أيضًا- تحديث منصة الإنتاج والتخزين والتفريغ العائمة في حقل بونغا، وربط الاكتشاف بالمنصة عبر مرافق إنتاج جديدة تحت سطح البحر.
وبدأت المنصة بقدرة إنتاج 225 ألف برميل يوميًا عملها في عام 2005، وبحلول عام 2023، بلغ إجمالي إنتاجها مليار برميل من النفط الخام، وأعلنت شل في فبراير/شباط (2024) خطة لتطويرها لاستمرار تشغيلها 15 عامًا إضافية.
من جانبها، قالت مديرة أعمال التنقيب وإنتاج الغاز المتكاملة في شركة شل زوي يوغنوفيتش، إن قرار الاستثمار النهائي في مشروع بونغا نورث "استثمار كبير آخر" سيساعد في استدامة الإنتاج المستقر للسوائل من حافظة أعمال التنقيب المميزة.
شركة تكنيب الفرنسية
بعد ساعات معدودة من إعلان قرار الاستثمار النهائي، أعلنت شركة المقاولات البحرية البريطانية "تكنيب إف إم سي" (TechnipFMC) فوزها بعقد شركة شل لتزويدها بأنظمة إنتاج تحت سطح البحر لتطوير اكتشاف نفط وغاز بونغا نورث.
ويشمل العقد أعمال التصميم والتصنيع لـ3 أنظمة أشجار بحرية (subsea trees)، وهي أحد أنواع المعدّات المستعملة في التحكم بإنتاج الحقول البحرية في المياه الضحلة أو العميقة، ويختلف تصنيفها حسب تقديرات العمق ودرجات الحرارة والضغط، وتوصف بـ"الأشجار" لأن تصميمها قريب من أشجار الزينة وأشجار عيد الميلاد.
كما يتضمن الاتفاق إنتاج مجمع الصمامات، وهي شبكة الأنابيب أو الصمامات المتفرعة لدمج وتوزيع السوائل والتحكم فيها، والقافزات، وهي أنابيب أو وصلات لنقل السوائل تحت سطح البحر، ومعدّات تحكّم وخدمات أخرى.
ولم تعلن الشركة البريطانية القيمة الدقيقة للصفقة، لكنها قالت، إنها تتراوح بين 250 مليونًا و500 مليون دولار.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- بيان شركة شل عن قرار الاستثمار النهائي
2- إعلان فوز تكنيب إف إم سي بعقد شل في بيان صحفي
