قالت لطيفة أخرباش، رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، إن النموذج المغربي لتقنين الإعلام يرتكز على صون التوازن بين حرية الفاعلين الإعلاميين وحقوق مستعملي الإعلام، ويرنو إلى التماشي مع المعايير الدولية في هذا المجال، كما أنه يلح على ضرورة استحضار الفاعلين الرقميين الشموليين خصوصيات المجتمع المغربي والتنوع الثقافي والإنساني للعالم.
وشددت أخرباش، خلال مداخلتها في الجلسة الرسمية لافتتاح المؤتمر الدولي المنظم من طرف وكالة تنمية وسائل الإعلام ومجلس الاتصال السمعي البصري الأذربيجاني حول موضوع التربية على الإعلام، على أنه “في الواقع الجديد للفضاء العمومي الإعلامي كما جرى تحويله من طرف الفاعلين الرقميين الشموليين وعمالقة المنصات الرقمية صارت الدراية الإعلامية والمعلوماتية ضرورة ثقافية، سياسية، اقتصادية، وأمنية”.
وأوضحت المسؤولة عن قطاع الاتصال السمعي البصري بالمغرب أنه “بالإضافة إلى تأهيل المواطنين للتحرك بطريقة آمنة والانخراط بشكل نقدي ومسؤول في الفضاء العمومي الإعلامي، الوطني والدولي، تشكل هذه الدراية رافعة أساسية ولا محيد عنها للتمكين الفكري والثقافي للأفراد، للإدماج الاجتماعي، للابتكار الاقتصادي، للمشاركة الديمقراطية، إلخ”. وبهذا المعنى جزمت رئيسة هيئة التقنين المغربية بأنه “يتعين اعتبار الدراية الإعلامية والرقمية حقا لكل المواطنين في سائر المجتمعات”.
وفي ختام مداخلتها أول أمس الثلاثاء بباكو، خلال فعاليات المؤتمر الدولي الذي عرف مشاركة خبراء وباحثين وهيئات تقنين من بلدان عدة من منطقة القوقاز، البلقان، آسيا الصغرى وأوروبا، ترافعت أخرباش لصالح تعاون دولي لتقوية قدرات هيئات التقنين نفسها في مجال مواكبة السياسات العمومية المرصودة للدراية الإعلامية، مؤكدة أن “عمل هيئة التقنين يمكن أن يشكل إسهاما هاما في بناء مواطنة رقمية مستنيرة، قادرة على تملك أدوات وثقافة الرقمي والتحرك بمسؤولية وفعالية داخل المجتمعات”.
وتأتي مشاركة رئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في هذا المؤتمر الجهوي في إطار زيارة العمل التي أجرتها لطيفة أخرباش إلى مجلس الاتصال السمعي البصري الأذربيجاني يومي 17 و18 دجنبر الجاري، على رأس وفد يضم كلا من عبد اللطيف عادل وعادل بن حمزة، عضوي المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، وطارق كريمي، إطار عال بمديرية التعاون الدولي.