أخبار عاجلة

سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف

سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف
سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف

شهدت سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024 تقلبات عدّة، إذ تأرجح تطور الصناعة حتى شهد منتصف العام بداية التراجع تدريجيًا عن المضي قدمًا في قرارات الاستثمار النهائي لمشروعات عدّة.

وبحسب خريطة تحديثات قطاع الهيدروجين العالمي لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، غلبت على الصناعة سمة "عدم اليقين" في ظل تعثُّر المشروعات وتلقّيها ضربات وحدةً تلو الأخرى.

وشكّلت بداية فصل الخريف بالتزامن مع نهاية الربع الثالث نقطة تحول سلبية للسوق، إذ تزايدت حدة إلغاء المشروعات، وتصاعدت مخاوف المطورين تجاه ضعف التمويل وعدم القدرة على تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل.

وأعلنت شركات عدّة في القارة العجوز، مع انطلاق الربع الأخير من العام الجاري في أكتوبر/تشرين الأول، إرجاء قرارات الاستثمار النهائي لمشروعات هيدروجين، بالإضافة إلى تراجع شركات أخرى عن مستهدفاتها وتقليص بعضها.

مشروعات سوق الهيدروجين الأوروبية

خسرت سوق الهيدروجين الأوروبية الكثير من المشروعات، في الربع الأخير من العام الجاري، بعدما أعاد المطورون النظر في استثماراتهم، خاصة في ظل تصاعُد التحديات المالية والتنظيمية.

وخلال الأشهر الثلاثة (من أكتوبر/تشرين الأول، حتى شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري)، فقدت السوق خطط ومستهدفات ومشروعات هيدروجين قوية لـ5 شركات، نستعرضها فيما يلي:

1) يونيبر الألمانية:

عدّلت شركة يونيبر (Uniper) الألمانية من خططها تجاه الطاقة النظيفة والهيدروجين، وأقرّت -في التقرير الفصلي لنتائج أعمالها عن الربع الثالث الصادر خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- بتعديل الإطار الزمني لمستهدف استثمارات الطاقة الخضراء.

وكانت الشركة قد التزمت -في أغسطس/آب من عام 2023- بضخّ استثمارات قدرها 8 مليارات يورو (8.40 مليار دولارًا أميركيًا) في قطاع الطاقة الخضراء، بحلول نهاية العقد في 2030.

وتضمَّن ذلك تخصيص ما يتراوح بين 5 و10% من الاستثمارات لتطوير محفظتها من الغازات المتجددة.

تصميم مقترح لمنشأة إنتاج الوقود المستدام لشركة يونيبر
تصميم مقترح لمنشأة إنتاج الوقود المستدام لشركة يونيبر- الصورة من هيدروجين إنسايتس

ولم تعلن الشركة مستهدفًا واضحًا بعد تعديل خططها الزمنية، واكتفت بالإشارة إلى الإرجاء حتى "ثلاثينيات القرن الجاري".

وحمّلت الشركة سوق الهيدروجين الأوروبية والعالمية مسؤولية تأخير خططها الزمنية، في ظل عدم تطور السوق وآليّتها التنظيمية.

وانعكس ذلك على مشروعات الهيدروجين القائمة، مثل مشروع منشأة "إي ساف سكاي فيول هيدروجين E-SAF SkyFuelH2" لإنتاج وقود الطائرات المستدام بالهيدروجين والكتلة الحيوية.

وكان مخططًا لمواصلة تطوير المنشأة بقدرة 200 ميغاواط في السويد، غير أن في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت الشركة وقف المشروع.

2) مشروعات أرسيلور ميتال:

تأثّرت سوق الهيدروجين الأوروبية بالتحديات التي واجهتها شركة أرسيلور ميتال (ArcelorMittal) التي تُعدّ أكبر شركات الحديد والصلب في العالم، وتتخذ من لوكسمبورغ مقرًا لها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2024، أعلنت الشركة إرجاء قرار الاستثمار النهائي لمشروعات التخلص من الكربون، بما في ذلك مصانع الاختزال المباشر للحديد بالهيدروجين.

وقبل القرار، كانت الشركة تستعد لطفرة في عالم صناعة الصلب الأخضر، بما في ذلك مشروعات لمصانع في (فرنسا، وإسبانيا، وألمانيا، وبلجيكا) كان يُخطَّط أن ترى النور خلال العامين المقبلين 2025 و2026.

وتسببت التكلفة المرتفعة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في تعطُّل مشروعات الشركة، رغم الدعم الحكومي الذي تلقّته.

ولم يقف الأمر عند التحديات المالية والتكلفة المرتفعة، إذ أدت السياسات الأوروبية والأطر التنظيمية دورًا أيضًا، وشنّت "أرسيلور ميتال" هجومًا على آلية الاتحاد الأوروبي لتعديل حدود الكربون التي لم توفر الحماية الكافية من خطر "الإغراق الصيني".

واللافت للنظر في قرار الشركة أنها لم تحدد إطارًا زمنيًا بديلًا، وتركت الأمر رهن تقلبات سوق الهيدروجين الأوروبية والعالمية، والتعديل المرتقب العام المقبل لسياسة حدود الكربون.

ولحين تحقيق ذلك، التزمت الشركة بمحاولة العمل على خفض الانبعاثات، عبر التركيز على استثمارات أفران القوس الكهربائي.

فرن لصهر الصلب داخل أحد مصانع أرسيلور ميتال
فرن لصهر الصلب داخل أحد مصانع أرسيلور ميتال - الصورة من هيدروجين إنسايتس

3) خطط تيسين كروب:

انسحب إلغاء خطط أكبر شركة حديد وصلب في العالم "أرسيلو ميتال" على الشركات المماثلة، إذ تعرضت شركة "تيسين كروب" الألمانية لهزة بعد إعلانها -في أكتوبر/تشرين الأول الماضي- استمرار اعتمادها على الغاز الطبيعي.

وأرجعت الشركة قرارها إلى "ارتفاع تكلفة الهيدروجين الأخضر"، ما أثّر سلبًا في خطط تحول مرافق الاختزال المباشر للحديد في مصانعها للعمل بالهيدروجين.

ووقف تحدي التكلفة المرتفعة حائلًا أمام طموحات الشركة في التحول للعمل بمزيج الهيدروجين مع أنواع الوقود الأخرى عام 2028، والاعتماد على الوقود النظيف بالكامل منذ عام 2037.

ولم ينجح الدعم الحكومي في السيطرة على تكلفة إنتاج الهيدروجين المرتفعة، وفق ما أورده تقرير ويستوود غلوبال إنرجي غروب.

4) مشروع ماروبيني في المملكة المتحدة:

شكّل مصير المشروعات في المملكة المتحدة صدمة لسوق الهيدروجين الأوروبية، إذ لم تتخذ أيّ من مشروعات جولة التخصيص الأولى -التي عُقِدت في ديسمبر/كانون الأول العام الماضي- قرار الاستثمار النهائي بعد.

وكانت الجولة قد شهدت تخصيص 11 مشروعًا، من بينها مشروع "هاي بونت HyBont" الذي تطوره شركة ماروبيني (Marubeni) اليابانية في بريطانيا.

وكان مشروع الشركة اليابانية في المملكة المتحدة "هاي بونت" قد توقَّف لاعتبارات تتعلق بالسلامة، وعانى المشروع من تعثُّر الموافقات التنظيمية.

ولم يحصل على "موافقة المواد الخطرة" التي تتيح للشركة المطورة نقل الوقود وتخزينه وتوزيعه، بدعوى وجود مخاطر تهدد المجتمع السكني المحيط خلال حركة شاحنات نقل الهيدروجين وتسليمه للعملاء والمستهلكين.

تصميم مشروع هاي بونت البريطاني
تصميم مشروع هاي بونت البريطاني - الصورة من الموقع الإلكتروني للمشروع

وكان مخططًا أن يتضمن المشروع: محطة لإنتاج الوقود ومحطة لإعادة التزود به ومرافق للتخزين، لكن بناء هذه المنشآت على مسافة تبعد عن أقرب عقار مخصص للسكن بنحو أقل من 30 مترًا فقط، فاقمَ مخاوف السلامة.

وانتقد المشاركون في جولة التخصيص البريطانية لمشروعات الهيدروجين تحديات الأطر التنظيمية، واستعمال "عقود الفروقات" ببنود مختلفة وأكثر صعوبة من تلك المستعملة في مشروعات الرياح البحرية.

5) إنجي الفرنسية:

انضم مشروع شركة إنجي (Engie) الفرنسية إلى ضحايا سوق الهيدروجين الأوروبية في عام 2024، إذ قررت إلغاء مشروع في بلجيكا بقدرة 75 ميغاواط، يهتم بتحويل الهيدروجين إلى ميثان اصطناعي، وضخّ الغاز في الشبكة واستعماله في التطبيقات الصناعية والنقل.

وبررت "إنجي" وشركاؤها في المشروع -"كارميوس" و"جون كوكريل" البلجيكيتين- التراجع عن المشروع بالمخاوف من حالة السوق المتقلبة.

موضوعات متعلقة..

اقر أيضًا..

المصادر:

  1. تراجع الشركات عن خططها ومشروعاتها لسوق الهيدروجين الأوروبية في 2024، من تقرير ويستوود غلوبال إنرجي.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق 75% من قيمة المعاش الممنوح.. مفاجأة مدوية بشأن ...
التالى الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا