أخبار عاجلة
موعد قبض مرتب شهر ديسمبر 2024 للمعلمين -

تغير المناخ.. وسائل الإعلام تنشر الذعر بتحذيرات من وفيات مرتبطة بالحر (تقرير)

تغير المناخ.. وسائل الإعلام تنشر الذعر بتحذيرات من وفيات مرتبطة بالحر (تقرير)
تغير المناخ.. وسائل الإعلام تنشر الذعر بتحذيرات من وفيات مرتبطة بالحر (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • • دراسة حديثة تكشف انخفاضًا كبيرًا في الوفيات المرتبطة بالبرد
  • • التعرض للبرد يتسبب في وفاة ما يقرب من 4.6 مليون شخص سنويًا
  • • وسائل الإعلام الرئيسة تركّز حصرًا على الوفيات المرتبطة بالحَر
  • • انخفاض الوفيات المرتبطة بالبرد يمثّل أحد أعظم الفوائد الصحية العامة للمناخ الدافئ

تستهدف وسائل الإعلام الكبرى والبارزة، التخويف من تداعيات تغير المناخ، إذ تتصدر التحذيرات من الوفيات الكارثية المرتبطة بالحَر عناوين منشورات هذه الوسائل الإعلامية.

وفي إطار تغذية رواية الذعر المناخي، استعانت وسائل الإعلام الرئيسة بدراسة حديث نشرتها مجلة "ساينس أدفانسز" Science Advances، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتُحذِّر العناوين الرئيسة لهذه الوسائل من الوفيات الكارثية المرتبطة بالحَر، التي تستهدف تحديدًا الأجيال الأصغر سنًا، ضمن جهودها لنشر الذعر من تداعيات تغير المناخ.

وفي الوقت نفسه، تُغفل هذه العناوين ما كشفته الدراسة عن انخفاض كبير في الوفيات المرتبطة بالبرد، ما أدى إلى انخفاض صافٍ في الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة في جميع السيناريوهات.

التضليل الإعلامي: "تغير المناخ قادم للشباب"

تمسّكت وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بتوقعات الدراسة بشأن الوفيات المرتبطة بالحَر، ضمن تداعيات تغير المناخ، متجاهلة السياق الأوسع، على سبيل المثال:

أعلنت صحيفة الغارديان البريطانية أن "الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 35 عامًا سيعانون من وطأة الوفيات المرتبطة بالحَر"، ما يرسم صورة قاتمة للأجيال المقبلة، حسب مقال نشره الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما، الدكتور ماثيو فيليكي.

الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما الدكتور ماثيو فيليكي
الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما الدكتور ماثيو فيليكي – الصورة من موقع آر إس إس

بدورها، شددت الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر) الأميركية NPR على المخاطر المتزايدة التي يتعرض لها الشباب، وصوَّرت الوفيات المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة على أنها أزمة متصاعدة، بينما فشلت في ذكر نتائج الدراسة بشأن الوفيات المرتبطة بالبرد.

في المقابل، يغمر المؤثّرون والناشطون وسائل التواصل الاجتماعي منصات مثل إكس X و"تيك توك" TikTok بمنشورات تزعم أنّ تغيُّر المناخ يحكم على "الجيل زد" -من منتصف التسعينيات إلى وأوائل عام 2010- وجيل الألفية بالوفاة المبكرة.

وقال الدكتور ماثيو فيليكي: إن "النتيجة هي رواية غير متوازنة تعمل على تضخيم المخاوف دون تقديم السياق المناسب".

وأوضح أنه "من خلال التركيز فقط على الوفيات المرتبطة بالحَر، تعمل وسائل الإعلام على إغفال النتائج الأوسع والأكثر تفاؤلًا التي توصلت إليها الدراسة".

الوفيات السنوية بسبب الحرارة والبرد

توفّر الدراسة تفصيلًا واضحًا للوفيات السنوية بسبب الحَر والبرد في ظل سيناريوهات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المختلفة.

وقال الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما، الدكتور ماثيو فيليكي: "إن الانخفاض في الوفيات المرتبطة بالبرد يفوق إلى حدّ كبير الزيادة في الوفيات المرتبطة بالحَر".

الوفيات المرتبطة بالحَر: من المتوقع أن ترتفع الوفيات المرتبطة بالحَر، خصوصًا بين كبار السن (فوق 70 عامًا)، حيث يزيد الاحترار من تواتر موجات الحر.

رغم ذلك، فإن هذه الزيادات متواضعة نسبيًا، وتتركز في فئات عمرية محددة معرّضة للخطر.

الوفيات المرتبطة بالبرد: على النقيض من ذلك، من المتوقع أن تنخفض الوفيات المرتبطة بالبرد -التي كانت أكثر شيوعًا تاريخيًا من الوفيات المرتبطة بالحَر- بشكل كبير في جميع السيناريوهات.

ويُعدّ هذا الانخفاض أكثر وضوحًا بين كبار السن، الذين يُعدُّون الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض ناجمة عن البرد، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي.

الوفيات الصافية: الصورة العامة واضحة: سيموت عدد أقل من الأشخاص بسبب درجات الحرارة القصوى في عالم أكثر دفئًا.

من ناحية ثانية، يفوق الانخفاض في الوفيات المرتبطة بالبرد، باستمرار، الزيادة في الوفيات المرتبطة بالحَر في جميع السيناريوهات، حسب مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

السياق التاريخي: البرد أشد فتكًا من الحرارة

لا تُعدّ هذه الدراسة حالة شاذة؛ فهي تتوافق مع عقود من الأبحاث التي تُظهر أن البرد أشد فتكًا من الحرارة، وكشف تحليل عالمي أُجريَ عام 2021 في مجلة ذا لانسيت The Lancet أن التعرض للبرد يتسبب في وفاة ما يقرب من 4.6 مليون شخص سنويًا، مقارنة بنحو 0.5 مليون شخص فقط بسبب الحرارة.

ويرى الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما، الدكتور ماثيو فيليكي، أن الوفيات المرتبطة بالبرد ترجع -في المقام الأول- إلى حالات الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية التي تتفاقم بسبب انخفاض درجات الحرارة، فضلًا عن نقص التدفئة في المنازل.

ومن المتوقع مع ارتفاع درجات الحرارة أن تنخفض هذه المخاطر بشكل كبير، ما يؤدي إلى فوائد ملموسة للصحة العامة.

التخفيف من تأثير حرارة الطقس المرتفعة بشرب في مدينة سكوبيه بمقدونيا الشمالية
التخفيف من تأثير حرارة الطقس المرتفعة بشرب في مدينة سكوبيه بمقدونيا الشمالية – الصورة من رويترز

طريقة تصنيع التخويف من المناخ

توضح التقارير الانتقائية التي تقدّمها وسائل الإعلام كيف يُصنَّع التخويف من تغيُّر المناخ وتحويله إلى أموال، حيث تعمل وفق ما يلي:

أولًا، انتقاء البيانات بعناية: تركّز وسائل الإعلام الرئيسة حصريًا على الوفيات المرتبطة بالحَر، متجاهلة الانخفاض الكبير في الوفيات بسبب البرد الذي يرسم صورة أكثر تفاؤلًا.

ثانيًا، أسوأ السيناريوهات: يُقدَّم سيناريو الانبعاثات المتطرفة (المسارات الاجتماعية والاقتصادية المشتركة إس إس بي-5-8.5)، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه غير مرجَّح، بصفته المستقبل الافتراضي لتضخيم المخاطر المتصورة.

ثالثًا، التخويف بصفته أداة تمويل: تعمل العناوين الرئيسة المثيرة للذعر على الدعم العام للتمويل الضخم للمناخ، ما يفيد وسائل الإعلام وجماعات التأييد ومؤسسات البحث.

رابعًا، إغفال السياق: تُتجاهَل الفوائد الصافية للاحتباس الحراري، مثل انخفاض عدد الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة عمومًا، لأنها تقوّض السرد المدفوع بالتخويف.

الاحتباس الحراري ينقذ الأرواح

عند فحص الدراسة في سياقها الكامل، فإنها تعزز ما يعرفه الباحثون منذ مدة طويلة: البرد أشد فتكًا من الحرارة.

ارتفاع درجة حرارة الأرض

وقال الأستاذ المساعد السابق في قسم العلوم الجيولوجية بجامعة ألاباما، الدكتور ماثيو فيليكي: يمكن أن يمثّل انخفاض الوفيات المرتبطة بالبرد أحد أعظم الفوائد الصحية العامة للمناخ الدافئ.

رغم ذلك، تُتجاهَل هذه الحقيقة بشكل ملائم للحفاظ على إلحاح سرد الكارثة المناخية.

ويمكن للاعتراف بأن الاحتباس الحراري ينطوي على فوائد أن يفكك النفوذ العاطفي الذي يحرّك سياسة المناخ والتمويل وسرد وسائل الإعلام.

من جهة ثانية، يُعدّ التخويف محرك حركة المناخ، والاعتراف بأيّ جانب إيجابي يخاطر بإخراج الآلة عن مسارها.

تجدر الإشارة إلى أن دراسة مجلة ساينس أدفانسز تطرح منظورًا دقيقًا حول الوفيات المرتبطة بدرجات الحرارة، لكن هذا الفارق الدقيق ضاع في اندفاع وسائل الإعلام لإثارة التخويف.

ويدلّ هذا على أن الكوكب الأكثر دفئًا سينقذ أرواحًا أكثر بكثير من خلال تقليل الوفيات المرتبطة بالبرد، مقارنة بالتكلفة في زيادة الوفيات المرتبطة بالحَر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعليم قنا تعقد ورشة عمل لإعداد كوادر الأندية الحوارية
التالى وظيفة جامعة.. جامعة الإمارات العربية تعلن عن وظائف أعضاء هيئة تدريس في عدد من التخصصات.. سجل هنا