أخبار عاجلة
صور تسرد قصة الجالية في بلجيكا -
حمد إبراهيم يتحدث بعد التعادل مع بيراميدز -

سوريا الجولانى.. جيش دولة بعقيدة مليشيات

سوريا الجولانى.. جيش دولة بعقيدة مليشيات
سوريا الجولانى.. جيش دولة بعقيدة مليشيات

كتاب "الأمير" لميكافيلى و الذى يعتبر من أهم الكتب التى تدرس فى العلوم السياسية و العسكرية ، قد صنف أنواع الجيوش حين أراد أن ينصح الأمير الذى كتب له هذا الكتاب بأن الدول تعتمد فى دفاعها عن سيادتها و بقاؤها على ثلاثة طرق أولها الإعتماد على جنود مرتزقة من الخارج ، و هؤلاء متاحون دائماً وقت السلم و لكن عندما تشتد الحرب ينسحبوا ، و هناك دول تعتمد على دول أخرى للدفاع عنها ، و فى هذه الحالة تصبح الدولة التى تمتلك قواعد عسكرية على أرضك  هى صاحبة السلطة الحقيقية سواء و قت السلم أو الحرب ، و النمط الثالث هو الإعتماد على جيش جنوده  من أبناء الشعب ذاته ، وهذا النوع من الجيوش تكون عقيدته الوحيدة التى إنشئ من أجلها هى حماية الوطن ، و لا تتغير عقيدته و قت السلم أو وقت الحرب .

 بناء على ما سبق يتضح لنا أن عقيدة الجيوش الوطنية راسخة لا تتزعزع ، و هى إرث قديم توارثته الأجيال العسكرية منذ فجر التاريخ ، لأن الحروب برغم دمويتها تبقى حقيقة من حقائق الحياة البشرية ، فالإنسان عابد للحرب قبل عبادته للسلام ، فالصراع على الموارد سنة كونية منذ حادثة قابيل و هابيل ، و يظل واهم من يظن أن شعارات السلام ، حقوق الإنسان و الديمقراطية و غيرها من شعارات القوى الغربية الكبرى التى تروج لها منذ عقود هى حقيقة ، بل هى ستار زائف للتضليل و إحكام السيطرة على الشعوب النامية و فى القلب منها الشعوب العربية التى تقطن دول غنية بالموارد الطبيعية ، وكانت هذه الشعارات بمثابة الوعى المعلب الذى تم إعداده لإطعام جماعات الإسلام السياسي و الجماعات الإرهابية و قمع عناصر هذه الجماعات فكرياً والسيطرة عليها و التحكم بها كالدمى لتدمير الجبهات الداخلية للدول و من ثم السيطرة عليها و على مواردها ، و ليس ببعيد السيناريو السورى الذى يتصدر مشاهده الأولى ــ على الأقل حالياً ـــ  الجماعات الإرهابية ، و هو ما يثير تساؤل هل أصبحت جماعات الإسلام السياسي الأقل تطرفاً بالنسبة لدول الغرب غير فعالة بعد أن لفظتها الشعوب العربية فى تونس و مصر ؟ ، أم أن الجماعات الراديكالية عدلت من ضبط مصنع عقيدتها بما يتوافق مع متطلبات و طموحات الغرب ؟ .

    قد يكون السؤال السابق من الأهمية بمكان الإجابة عليه ، و إن كان يحتاج إلى كتب و مجلدات ، و لكن الأهم الذى نود تسليط الضوء عليه ، هو شكل عقيدة الجيش السورى  أو جيش الجولانى الجارى بناؤه الأن ، فمن المعلوم أن الجماعات الإسلامية تعتمد على المليشيات كون عقيدتها أكثر مرونة و أكثر تطرفاً من عقيدة الجيوش العسكرية ، حتى الدول التى بها جيوش إلى جوار نفوذ الجماعت الإسلامية يتم عمل مليشات موازية للجيوش لإستخدامها فى العمليات التى ترفضها العقيدة العسكرية ، مثال الحرس الثورى الإيرانى ، و حزب الله اللبنانى ، و الحشد الشعبى العراقى ، و الدعم السريع فى السودان الذى أنقلب على الجيش و يخطط  لتقسيم السودان ، و يبقى التساؤل ماذا سيكون شكل جيش الجولانى فى سوريا ؟ لأنه سيكون حالة جديدة سيكون جيش دولة يجمع المليشيات و المرتزقة و جنود الدول الأجنية الكبرى و وجنود من الشعب تطوعاً لا إلزاماً .

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزراء الزراعة والتخطيط والري ومحافظ المنيا يضعون حجر الأساس لبناء مدرسة تعليم ثانوي بقرية الوفاء في سمالوط
التالى تنكيس الأعلام في ولاية ساكسونيا أنهالت الألمانية بعد حادث الدهس