كشفت المجر عن محاولات لاستمرار تدفقات الغاز الروسي إلى دول شرق أوروبا مرورًا بأراضي أوكرانيا؛ إذ سينتهي الاتفاق بنهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري (2024).
وبحسب خريطة الغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يصل الغاز من حقول غرب سيبيريا في روسيا ثم يُضخ عبر شبكة الأنابيب الأوكرانية التي تمتد إلى الحدود مع سلوفاكيا ثم يصل إلى النمسا وسلوفاكيا والمجر.
ورغم مرور ما يقرب من 3 سنوات على الحرب، فمازالت الأنابيب الأوكرانية تضخ ما يصل إلى 15 مليار متر مكعب سنوياً من الغاز إلى عدد من الدول الاوروبية.
وحتى هذا الوقت من 2024، استوردت المجر نحو 7.5 مليار متر مكعب من الغاز الروسي عبر خط أنابيب ترك ستريم (Turkstream) وعبر رومانيا.
الغاز الروسي إلى المجر
رغم الغموض حول إمكان موافقة أوكرانيا و"الشريكة روسيا"، كشف رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، في تصريحات له بتاريخ السبت (21 ديسمبر/كانون الأول 2024)، عن أنه لا يريد التخلي عن طريق مرور الغاز الروسي بأوكرانيا.
وأضاف أنه من المقرر إجراء محادثات إضافية مع كل من روسيا وأوكرانيا لاستمرار تدفقات الغاز بعد 2024 عبر تمديد اتفاق المرور المبرم في عام 2019.
وخلال مؤتمر صحفي بالعاصمة بودابست، كشف أوربان عن دراسة خيارات لمبادلة الغاز الروسي مع دولة ثالثة مثل أذربيجان أو تغيير مكان البيع إلى الحدود بين البلدين.
وأوضح: "نحاول بذل قصارى الجهد.. ماذا لو أن الغاز بمجرد دخوله الأراضي الأوكرانية لم يعد روسيًا وإنما ملك للمشترين.. سيكون غازًا مجريًا".
ويتراوح إنتاج الغاز في المجر بين مليار ومليار ونصف المليار متر مكعب من الغاز، كما تحصل الدولة الواقعة بشرق أوروبا على الغاز الروسي عبر خط أنابيب ترك ستريم المار بدول البلقان.
وحتى لو انقطعت إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، طمأن رئيس الوزراء المواطنين باستمرار وفرة الإمدادات خلال الشتاء الجاري؛ إذ حصلت على ضمانات من بلغاريا بعدم عرقلة الإمدادات.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، يمتد خط ترك ستريم من روسيا إلى شبكة النقل التركية ثم يمتد إلى جنوب أوروبا وجنوب شرقها.
الغاز الروسي إلى سلوفاكيا
ليست المجر هي الدولة الوحيدة التي صرّحت بدعمها تمديد الاتفاق الروسي الأوكراني رغم الحرب الدائرة؛ إذ أعلنت سلوفاكيا خلال قمة الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة (20 ديسمبر/كانون الأول)، التوصل إلى حل لا يؤدي إلى توقف إمدادات الغاز الروسي خلال هذا الشتاء.
وانضم رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو، إلى الدعوة لتمديد اتفاق مرور الغاز الروسي عبر أوكرانيا، محذرًا من أزمة بسبب ارتفاع الأسعار.
ودون الطريق الأوكراني، ستتكبّد سلوفاكيا 220 مليون يورو (228.73 مليون دولار) هي قيمة الشراء من دول أخرى.
واتهم فيكو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالتسبب في أزمة غاز، كما رفض اقتراح زيلينسكي باستمرار تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا بشرط عدم الحصول على المال إلا بعد انتهاء الحرب.
ويرى فيكو أن الحل النزاع الروسي الأوكراني غير موجود بساحة الحرب، وانتقد فرض عقوبات على موسكو، كما أوقف الدعم العسكري إلى كييف.
وفي بيان بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول، طالبت شركة الطاقة الوطنية في سلوفاكيا "إس بي بي" (SPP) وشركاءها في المجر وإيطاليا والنمسا، باستمرار تدفق الغاز الروسي.
وبحسب البيان المشترك؛ فإن تمديد الاتفاق هو الحل الأفضل للمشترين في أوروبا ولأوكرانيا نفسها.
وفي حالة عدم تجديده، ستتكبّد الشركة السلوفاكية 150 مليون يورو (157 مليون يورو) نظير بدائل للغاز الروسي، وسترتفع أسعار الغاز قبل الشتاء المقبل، وستنخفض أرباح شركات الغاز الأوكرانية التي تتعاون مع شركة "إي يو" ستريم (Eustream) التابعة لـ"إس بي بي" السلوفاكية.
موقف روسيا وأوكرانيا
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في 19 ديسمبر/كانون الأول، قرار بلاده بعدم تمديد اتفاق مرور الغاز الروسي.
وأكد زيلينسكي في بروكسل أنه لن يسمح لموسكو بكسب المزيد من المليارات، بينما تواصل عدوانها على أوكرانيا.
كما قال إنه من العار أن يساور القلق بعض الدول بشأن الزيادات الطفيفة في التكاليف بينما يضحي الأوكرانيون بحياتهم في وجه الغزو الروسي.
وبعد محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيكو، قال نظيره الأوكراني دينس شميكال، إن كييف منفتحة على المفاوضات لإبرام اتفاقيات عبور للغاز لا يكون مصدرها روسيا.
بدوره، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاء سريان اتفاق المرور مع بداية العام الجديد، معربًا عن ثقته بقدرة شركة غازبروم على تحمل الخسائر.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1- تصريحات رئيس وزراء المجر عبر وكالة بلومبرغ
2- رد بوتين وزيلينسكي عبر منصة "كييف اندبندنت"
