دافع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية عن منجزات الدبلوماسية المغربية بخصوص القضية الوطنية الأولى المتمثلة في السيادة على الأقاليم الجنوبية، وذلك بعد المواقف المعبر عنها دوليا بخصوص الحل الذي تقترحه المملكة لحل هذا النزاع المفتعل، مستنكرا في هذا الصدد “سعي الجزائر إلى معاكسة كل ما هو مغربي”.
وقال المكتب السياسي لـ”حزب الكتاب”، ضمن تقريره الذي تلاه أمينه العام نبيل بنعبد الله في أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية، الملتئمة اليوم الأحد: “إن هذه قضيتنا الأولى التي هي مسألة تحرّر وطني عادلة تحظى بإجماع راسخ لدى مكونات الشعب المغربي، ولا تقبل أي جدال أو تنازل أو مساومة أو تهاون”.
وزاد التقرير ذاته: “هذه مناسبة للاعتزاز بالمكتسبات التي تواصل دبلوماسيتنا الحازمة والاستباقية بقيادة جلالة الملك حصدها على درب الطي النهائي للنزاع المفتعل والمزمن حول الصحراء المغربية، وذلك من خلال الاعترافات الوازنة بسيادة المغرب على صحرائه أو من خلال الإقرارات المكثفة بوجاهة ومصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لهذا المشكل الذي تم افتعاله في سياقات متجاوزة أيام الحرب الباردة، منذ زهاء نصف قرن؛ وكذلك من خلال سحب عدد من الدول اعترافها بجمهورية الوهم المزعومة”.
كما أوضح تقرير المكتب السياسي أن “المؤكد كون مسار قضية وحدتنا الترابية على الساحة الأممية يشهد تحولات إيجابية كثيرة، طبعا من خلال موقف أمريكا ذات الوزن الدولي المؤثر، لكن بالخصوص من خلال موقف إسبانيا، ثم موقف فرنسا، بالنظر إلى وزنهما الدولي، وارتباطاتهما التاريخية بالمنطقة ومعرفتهما الدقيقة بأصل وحيثيات وخلفيات ومسارات هذا النزاع المفتعل”.
وتابع المصدر ذاته: “في مقابل الشرعية القانونية والحقائق التاريخية، وفي مقابل سياسة اليد الممدودة من بلادنا تجاه الجارة الشقيقة الجزائر، يصرّ حكام هذه الأخيرة على التحليق المتعنت في عالم آخر من الأوهام، وعلى معاكسة إرادة شعوب المغرب الكبير في البناء المشترك، وعلى معاداة كل ما هو مغربي، وعلى الاستفزاز وحياكة المؤامرات والمناورات ضد بلادنا ومصالحها، وعلى بث سموم كراهية المغرب وشعبه ومؤسساته في الوجدان العام للشعب الجزائري”.
وذكر المكتب السياسي لـ”حزب الكتاب”، ضمن التقرير الذي تلاه الأمين العام، نبيل بنعبد الله، أن “كل ذلك يقدمون عليه بحمق ورعونة وينفقون عليه بطيش وسخاء عوض الانكباب على معالجة القضايا والمشاكل الداخلية للشعب الجزائري الشقيق”، موردا: “أمام هذه التصرفات فإن بلادنا ستواصل توطيد مكانتها والارتقاء بمكتسباتها على كافة الواجهات والأصعدة أمميا وإقليميا، وكذلك قاريا، من خلال توجهها الإفريقي البارز والرائد”.
في سياق منفصل تحدث المصدر ذاته عن المسائل التي تخص منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الشأن السوري غداة سقوط نظام بشار الأسد، إذ أوضح أنه “يشارك الشعبَ السوري الشقيق تعبيراته عن الفرحة والارتياح بسقوط نظام بشار الاستبدادي البائد”، مبينا “ضرورة تفادي السقوط في فخ الإملاءات والتدخلات والأطماع الخارجية المقيتة المحدقة الآن بسوريا”.
وقال نبيل بنعبد الله إن “الحزب يندد بالسلوك الخبيث للكيان الصهيوني الذي يستغل الوضعية الانتقالية بسوريا من خلال تكثيف ضرباته العدوانية لتدمير قدرات الشعب السوري وأساسا إمكانياته الدفاعية”، مشيرا إلى ما اعتباره “تواطؤا مفضوحا لعدد من الدول العظمى، وعلى رأسها أمريكا”، ومعتبرا أنه “يجب أن تحتفظ سوريا بدور إقليمي وفق قرار وطني مستقل، لاسيما في ما يتعلق بحاضر ومستقبل الشعب الفلسطيني نحو إقرار حقوقه المشروعة في الوجود وفي استرجاع أراضيه والاستقلال”.
ومرّ بنعبد الله مباشرة إلى القضية الفلسطينية، مثمنا بداية “المبادرات الأخوية الملموسة للمغرب الذي يضعها في مرتبة قضية وطنية”، ومجددا نداءه إلى كافة دول العالم للسعي نحو “تنفيذ القرار الشجاع للمحكمة الجنائية الدولية القاضي بإصدار مذكرتي اعتقال في حق مجرمي الحرب بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت”؛ كما أكد على مسائل “وقف الدعم العسكري والإعلامي وإقرار المقاطعة التجارية والاقتصادية والدبلوماسية ضد الكيان الصهيوني، ووقف جميع أشكال التطبيع معه، إلى أن يتم إيقاف حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وإقرار كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني”، وفق تعبيره.
وتحدث الحزب المصطف في المعارضة كذلك عن المسألة اللبنانية، إذ بيّن أن “المخططات الصهيونية الإمبريالية لا تقف عند حدود فلسطين، بل تتجاوزها إلى محاولات صنع شرق أوسط جديد لا كلمة تعلو فيه على كلمة إسرائيل، وذلك ما يتضح جليا من خلال الهجوم الصهيوني الذي استغرق شهورا على لبنان دون أن يحقق أهدافه الدنيئة”، مشددا على “ضرورة تقيد الجميع بصون سيادة وسلامة الشعب اللبناني”.
تجدر الإشارة إلى أن تقديم هذا التقرير الذي يخص المسائل الوطنية والدولية يأتي في إطار أشغال الدورة الخامسة للجنة المركزية للحزب التي التأمت اليوم الأحد، وتتضمن أساسا دراسة هذا التقرير والمصادقة عليه، وذلك بعد آخر دورة للجنة ذاتها تم عقدها في يونيو الماضي.