أخبار عاجلة

صبحي أبو شادي يكتب: اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين "1"

صبحي أبو شادي يكتب: اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين "1"
صبحي أبو شادي يكتب: اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين "1"

الاثنين 23 ديسمبر 2024 | 12:22 صباحاً

كتب : .

قال الله تعالى: “نحن نقص عليك” يا محمد، “أحسن القصص” بوحينا إليك هذا القرآن، فنخبرك فيه عن الأخبار الماضية، وأنباء الأمم السالفة والكتب التي أنزلناها في العصور الخالية.. لعلنا نعقل ونتدبر.

“فلاش سريع” لمشاهد سينمائية للربط بين نمرود الأمس واليوم!! ليعتبر أولي الألباب، إذا كان في ألباب.

اختر الإجابة الصحيحة من بين القوسين: من يكون النمرود ومن هم أتباعه؟ (ترامب – نتنياهو – بايدن).. الإجابة ليست بهذه الصعوبة.. حين ترى مؤامرة لسحق الإنسانية في غزة وفلسطين ولبنان، نزعت الرحمة من نفوسهم نزعا.

مشاهد الرعب والهلع والتجويع وإرهاب النازحين الفلسطينيين في غزة بمقاتلات العدوان الإسرائيلي.. وتحولت المساعدات الإنسانية لسد أفواه الجائعين إلى فخاخ لمقاتلات المحتل لصيد المدنيين، وخاصة النساء والأطفال.

مشاهد أزعجت العالم أجمع، منظمات وكيانات عالمية ومحاكم دولية أدانت هذا العدوان. إنه أبشع ما يتصوره عقل ولا يقبله منطق. قلوب النماردة كالحجارة أو أشد قسوة. ماذا نتوقع منهم؟ فقد تحدوا الله بأقوالهم وأفعالهم، وسيكونون وقودا للنار والحجارة.

“فلاش باك” لنرى من “النمرود” الذي ورد ذكره في القرآن. إنه أول جبار في الأرض، حكم بابل بالعراق، ولد عام 2053 قبل الميلاد. ذُكر لأول مرة في التوراة بالاسم كملك جبار متجبر ومتكبر عنيد لدرجة أنه أنكر وجود الله، واسمه النمرود بن كنعان بن كوش بن سام بن نوح.

الملك النمرود أول من وضع التاج على رأسه وتجبر في الأرض، وادعى الربوبية، واستمر في ملكه أربعمائة سنة. قد طغى وتجبر وعتا وآثر الحياة الدنيا وسعى فسادا وفاسدا ومفسدا.

“فلاش” لكل زمن نمرود. ونمرود هذا الزمان “نتنياهو” بنيامين نتنياهو مواليد (21 أكتوبر 1949 – )، يبلغ من العمر 75 سنة، هو سياسي إسرائيلي يرأس حزب الليكود، يشغل حاليًا منصب رئيس وزراء إسرائيل منذ 29 ديسمبر 2022 حتى الآن. تولى رئاسة الحكومة ثلاث مرات، ليُعتبر رئيس الوزراء الأطول مدة في تاريخ إسرائيل، حيث خدم لأكثر من 15 عامًا في رئاسة حكومة إسرائيل. الأب يدعى بن صهيون نتنياهو.

وذكر لنا القرآن قصة النمرود مع نبي الله إبراهيم عليه السلام في سورة البقرة: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

وتختلف إجابات “اختر من يكون النمرود” ولكنهم في النهاية كلهم نماردة. لهم كبيرهم يدعى النمرود.

وتتصاعد الأحداث حينما رأى (النمرود) حلمًا طلع فيه كوكب في السماء فذهب ضوء الشمس حتى لم يبقَ ضوء، فثار وجال وأمر بإحضار العرافين والكهنة والمنجمين، وقال لهم: افتنوني وأخبروني بأمر القدر في تأويل الحلم. فكانت الحقيقة المفزعة لحلم أظهر ضعف النمرود رغم جبروته.

ولنصل للمفاجأة في هذه القصة القرآنية، فقال المنجمون للنمرود: إنه سيولد ولد يكون هلاكك على يديه. وأصابه الجنان، فأمر بذبح كل غلام يولد في تلك الناحية في تلك السنة.

وتستمر المفاجآت بطريقة ما أعظمها وأجملها من تشويق في القصص الرباني، ولكنه القدر، ولد إبراهيم ذلك العام، فأخفته والدته حتى كبر وليكتب الله نهاية النمرود، ويكون عبرة لكل نمرود على وجه الأرض. لم يعتبروا لأنهم ليسوا أولي الألباب. ودخل سيدنا إبراهيم في صراع مرير وتحدى عبادة نمرود والأصنام.

“فلاش” ونحن في زمن النمرود، فقد جدد الرئيس الأمريكي جو بايدن دعمه المطلق لإسرائيل التي تواصل ارتكاب حرب إبادة جماعية في غزة. وقال: “لا داعي لأن يكون الشخص يهوديًا ليصبح صهيونيًا”. قال بايدن: “التزامنا تجاه إسرائيل لا يتزعزع”. اعتراف صريح بأنه صهيوني، وتؤكد أقواله بل وأفعاله ودعمه لإسرائيل بالسلاح والمال وفتح ميزانية البيت الأبيض على مصراعيها لدعم صهيونية تل أبيب لسحق شعب فلسطين الأعزل بدون شفقة أو رحمة.. إبادة جماعية.. وإعداد مجازر لم ولن تنتهي مع وجود هؤلاء النماردة، لتؤكد أنه نمرود بن نمرود.

“مزج سريع لثلاثتهم” ولهذا يعتبر بايدن ونتنياهو وترامب ثلاث وجوه لوجه واحد، وهو النمرود.. وكل من يعاونهم نماردة وشركاء العدوان والمجازر والإبادة على غزة ولبنان. إنهم يحاربون الإسلام والإنسانية فدماء الشهداء من النساء والأطفال تستغيث من أفعالهم.. إنهم يساعدون النمرود نتنياهو على انتهاك وتدنيس حرمات المسجد الأقصى والسماح لإسرائيل بالتجاوزات في حق الأقصى وبيوت الله في غزة وفلسطين بكل السبل.

تتطور الصراع بين سيدنا إبراهيم والنمرود بطريقة مذهلة.. كلها مفاجآت وتصورات تفوق عقل البشرية أجمع. كما زاد الصراع حدة بين المرابطين للأقصى في غزة وفلسطين والمدافعين عن الإسلام وبين نماردة هذا الزمان.

نرى المحكمة الجنائية الدولية أصدرت أوامر اعتقال بحق “النمرود” رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت بشأن “ارتكاب جرائم حرب” في قطاع غزة، واعترفت الجنائية الدولية بأنه “نمرود” ويجب عقابه. ولكنه لم يجزع “لأن النماردة” يدعمون بعضهم. فقد ندّد الرئيس الأمريكي جو بايدن بمذكرات التوقيف التي أصدرتها الجنائية الدولية بحقّ مسؤولين إسرائيليين قائلاً: “إنه أمر شائن”، مؤكدا: “سنقف دومًا إلى جانب إسرائيل ضدّ التهديدات التي يتعرّض لها أمنها”. بايدن يبدو أن عقله ذهب، وليس من ذهب، واستضعفنا فاستخف بنا.

بايدن أكبر رئيس دولة في العالم يدعم الباطل، ويساند أكبر مجرم في العالم وسيعاقب كمجرم حرب. ومن يدعم الباطل فهو باطل، ومن يشجع المجرم بالمال والسلاح لا يقل عنه في إجرامه، بل يزيد في العربجة والبلطجة. وبالتالي، إذا كنا نعيش في عالم حر، وإذا كان للجنائية الدولية بعض من الجرأة والاستقلالية، فأني أقترح عليها أن تصدر قرارًا باعتقال جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية باعتباره مجرم حرب للأسباب السابق ذكرها.. والشريك كالفاعل في القانون، بل يكون الشريك أشد إجرامًا من الفاعل.. وفي النهاية لا تثق في أي نمرود.

ونصل للحقيقة المحزنة، وإذا كنا ضعافًا بهذا الوضع المخزي.. فدعاؤنا عليهم غير مقبول. إن الصمت وعدم إنصاف المقهور يعتبر من أنواع الدعم للباطل وللظالم “النمرود”.

واعلموا أن الله لن يترك الكفار والنماردة بدون عقاب، وأن الحق سينتصر: “وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا”. النهاية لم تأتِ بعد.. إنهم يكتبون نهايتهم بأيديهم: “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين”. فيطمئن المستضعفون والشهداء وأهل الحق بأن نهاية الباطل والظالم والنمرود قد كتبها أحكم الحاكمين في كتابه المكين.

اقرأ ايضا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق توصية جديدة في الأهلي ضد كهربا بسبب إمام عاشور
التالى الجامعة العربية تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا