أظهر تحليل جديد أن جهود تحول صناعة الطيران من الكيروسين إلى وقود الطيران المستدام فشلت على نحو كبير؛ إذ لم تبذل إلا عشر شركات طيران من 77 شركة جهودا “جديرة بالملاحظة” في هذا الصدد.
وقالت المنظمة غير الحكومية السفر والبيئة “ترانسبورت أند انفيرومنت” ومقرها بروكسل، إن الإحجام الواضح ليس خطأ شركات الطيران بالكامل، مشيرة إلى أن شركات النفط لا تساعد؛ إذ إنها مازالت بطيئة في تطوير إي-كيروسين “أخضر”.
ومن ناحية أخرى، رغم أن الحكومات والكيانات مثل الاتحاد الأوروبي تعمل على تطبيق قواعد أشد لتصفير الانبعاثات الرامية إلى خفض الوقود الأحفوري وفي النهاية التخلص منه، يمكن أن تفعل المزيد لدعم إنتاج البدائل، بحسب “ترانسبورت أند انفيرومنت”.
ومن بين خطوط الطيران التي تبذل جهودا للتحول إلى وقود الطيران المستدام، وهو عادة ما يكون وقودا حيويا مصنوعا من المحاصيل الغذائية أو المخلفات المعاد تدويرها، إيرفرانس-كيه إل إم الفرنسية الهولندية، وطيران المتحدة والخطوط النرويجية.
ولكن بالنسبة لـ 87% من شركات النقل الجوي التي لا تفعل ما يكفي، الكثير منها لا يفعل شيئا مطلقا، بحسب “ترانسبورت أند إنفيرومنت”، التي أضافت أن وقود الطيران المستدام الأكثر استخداما المشتق من المحاصيل التي عادة ما تستخدم للغذاء وعلف الحيوانات، ليس مستداما حقا.
ويقول منتقدو الدفعة من أجل وقود الطيران المستدام إن استخدام المحاصيل القابلة للأكل وقودا للطائرات يساهم في تضخم أسعار الغذاء الذي شعر به المستهلكون في السنوات الأخيرة وتضخم تكلفة القيام بأعمال تجارية، وهو ما شعر به المزارعون.
وبغض النظر عن المصدر، هناك طريق طويل لقطعه قبل أن يتم استخدام وقود الطيران المستدام على نطاق واسع. وفي يوليوز، قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، وهو تحالف يضم حوالي 300 شركة طيران تنقل 80% من ركاب العالم، إنه على الرغم من أن إنتاج وقود الطيران المستدام سوف ينمو ثلاثة أضعاف في 2024، إلا أنه مع ذلك لن يصل حتى إلى 1% من احتياجات وقود الطيران العالمي.
وفي عام 2023، قالت منظمة “ترانسبورت أند انفيرومنت” إن شركات الطيران استخدمت 1,6 مليار برميل من الكيروسين القائم على النفط، ولكن استخدمت 2,6 مليون برميل فقط من وقود الطيران المستدام، أي نحو 0,15% من الإجمالي.