كشف تقرير التنافسية المستدامة لعام 2024، الذي أعدته مؤسسة “سول أبيليتي” المتخصصة في الاستشارات، عن تصنيف الجزائر في المركز 149 عالميًا برصيد بلغ 38.05 نقطة، مما يضعها في ذيل الترتيب، في حين حقق المغرب تقدمًا ملحوظًا بفارق كبير عن الجزائر، حيث احتل المركز 104 برصيد 41.23 نقطة، متفوقًا على جميع دول المغرب العربي.
ووفقًا للباحث الاقتصادي محمد اعليلوش، يعتمد تصنيف التنافسية المستدامة على ستة مؤشرات رئيسية، أبرزها “رأس المال الطبيعي” الذي يقيس توفر الموارد الطبيعية ومدى استنزافها، بالإضافة إلى مؤشر كفاءة الموارد. كما يشمل التصنيف “رأس المال الاجتماعي” الذي يتطرق إلى قطاعات الصحة والأمن والرضا عن الحياة، إلى جانب مؤشري رأس المال الفكري والاقتصادي. وأضاف اعليلوش أن هذه المؤشرات توضح الاختلالات التي تعاني منها الجزائر في هذا المجال.
وأظهر التقرير أن تونس جاءت في المركز 114، بينما سجل المغرب تقدمًا ملحوظًا في التصنيف، محققًا المركز 104 على مستوى العالم. ويعكس هذا التقدم التطورات المستمرة في المملكة، مما يعزز مكانتها الريادية في منطقة المغرب العربي.
وأكد الباحث اعليلوش أن “المغرب حافظ على مكانته المتقدمة بين دول المغرب العربي في تصنيف التنافسية المستدامة لعام 2024″، مشيرًا إلى أن الإصلاحات المستمرة في المملكة ستسهم في تحسين تصنيفها مستقبلاً، مما سينعكس إيجابًا على مستوى التنمية في البلاد.
من جهة أخرى، شدد التقرير على أن تحقيق القدرة التنافسية المستدامة يتطلب اتخاذ مجموعة من الإجراءات الهامة، مثل فرض ضريبة المناخ، وتوفير تعليم جيد للجميع، وتعزيز كفاءة وسرعة أنظمة العدالة، إضافة إلى إقرار المساواة الكاملة بين الجنسين. كما أشار التقرير إلى ضرورة تعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول، والاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، خاصة في مجال الطاقة، مع تحسين الخدمات العامة وحماية النظم البيئية الحيوية.