اقرأ في هذا المقال
- تبلغ مستويات مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي حاليًا 75%
- ارتفاع الطلب يدعم الزيادة في استهلاك مخزونات الغاز في أوروبا
- زادت أسعار الغاز في أوروبا لليوم الـ4 على التوالي اليوم الثلاثاء
- الطقس البارد والتراجع في الواردات المنقولة بحرًا يرفعان الطلب
- يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى ملء مخزوناته بنحو 90% من سعتها بحلول نوفمبر
يتزايد استهلاك مخزونات الغاز في أوروبا بأسرع وتيرة منذ أزمة الطاقة التي اندلعت في أوروبا قبل 3 أعوام، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتبلغ مستويات مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي حاليًا 75%، وهو أعلى قليلًا من نظيراتها المسجلة خلال السنوات الـ10 السابقة.
وتأتي الزيادة في استهلاك مخزونات الغاز في أوروبا بدعم من ارتفاع الطلب في بلدان القارة العجوز المقبلة على موسم شتوي تشتد فيه الحاجة إلى تلبية أغراض التدفئة.
وزادت أسعار الغاز في أوروبا لليوم الـ4 على التوالي خلال جلسة تعاملات، اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في ظل استمرار المخاوف بشأن الإمدادات قبيل أسبوع على انتهاء العمل باتفاق رئيس لنقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
وصعدت أسعار العقود المستقبلية القياسية للغاز بنحو 1.2%، لتتخطى مكاسبها على مدى 4 جلسات والبالغة 10%؛ ما يسلط الضوء على مخاوف السوق مع اقتراب نهاية العام.
الطقس البارد
يأتي تسارع استهلاك مخزونات الغاز في أوروبا، في حين يتسبّب الطقس البارد والتراجع في الواردات المنقولة بحرًا في رفع الطلب؛ ما ينذر بنشوب أزمة طاقة حال انتهاء العمل بالاتفاق الروسي الأوكراني لنقل الغاز دون تجديده.
وانخفض حجم الغاز في مرافق التخزين المخصصة في الاتحاد الأوروبي بنحو 19% من نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حينما انتهى موسم إعادة الملء في أسواق الغاز، إلى أواسط ديسمبر/كانون الأول، بحسب بيانات صادرة عن غاز إنفراستراكشر يوروب، وهي هيئة صناعية.
وشهد العامان الماضيان فقط تراجعات بأرقام فردية خلال المدة نفسها حينما ضمنت درجات الحرارة -التي جاءت أعلى من المعدل الطبيعي- بقاء مخزونات الغاز في أوروبا مكتملة نسبيًا في موسم التدفئة خلال فصل الشتاء، كما حدت الصناعات من الطلب نتيجة ارتفاع الأسعار.
وقال رئيس قسم أسعار الغاز الأوروبية في منصة "أرغوس ميديا"، ناتاشا فيلدينغ: "كان يتعيّن على أوروبا أن تعتمد كثيرًا على مخزوناتها من الغاز تحت الأرض خلال الشتاء الحالي بدرجة أكبر من العامين الماضيين؛ وذلك لتعويض واردات الغاز الطبيعي المسال المنخفضة، وتلبية الطلب القوي".
وواجهت أوروبا -كذلك- منافسة أقوى على واردات الغاز الطبيعي المسال من مشترين آسيويين جذبتهم أسعار أقل مقارنة بما كانت عليه الحال في السنوات الأخيرة.
وأدى هذا التنافس الآسيوي إلى تباطؤ وتيرة واردات الغاز الطبيعي المسال الأوروبية، ودفع بلدان القارة العجوز إلى الاعتماد أكثر على احتياطيات الغاز المخزنة.
وكانت المرة الأخيرة التي جرى فيها تفريغ مخزونات الغاز في أوروبا بتلك السرعة بحلول أواسط ديسمبر/كانون الأول في عام 2021، حينما شرعت روسيا في خفض إمدادات الغاز المحمولة عبر الأنابيب قبيل غزوها جارتها الأوكرانية.
مخزونات الغاز قياسية
تلامس مستويات مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي حاليًا 75%، وهو أعلى قليلًا من نظيراتها المسجلة خلال السنوات الـ10 السابقة، قبل أن تبدأ حكومات الدول الأوروبية محاولة تخفيف اعتمادها على الواردات الروسية.
كما اقتربت مخزونات الغاز في أوروبا من نسبة 90% المسجلة بحلول أواسط ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2023).
وتنخفض أسعار الغاز الأوروبية بنحو 90% فوق 300 يورو/ميغاواط/ساعة، وهي القراءة المسجلة في أثناء أزمة الطاقة في صيف عام 2022.
ومع ذلك فإن تفريغ مرافق التخزين خلال فصل الشتاء من الممكن أن يجعل إعادة الملء أصعب، وأعلى تكلفةً في العام المقبل (2025).
ويتداول التجار حاليًا الغاز تمهيدًا لتسليمه خلال الصيف المقبل بأسعار أعلى من نظيرتها المرصودة في الشتاء التالي؛ في علامة على التكلفة الباهظة لتجديد مخزونات الغاز في أوروبا.
وتحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى ملء مخزونات الغاز لديها إلى 90% من سعتها بحلول بداية شهر نوفمبر/تشرين الثاني، بموجب مستهدف إعادة الملء الإلزامي من قبل المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي- على الرغم من أن بعض البلدان لديها مستهدفات أقل.
الغاز المسال وتهديدات ترمب
يأتي جزء كبير من إمدادات الغاز في أوروبا الآن في شكل غاز طبيعي مسال، الذي أصبح مسيّسًا بشكل متزايد خلال الأسابيع الأخيرة.
وحذر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الاتحاد الأوروبي من أنه يتعيّن عليه الالتزام بشراء "كميات كبيرة من النفط والغاز الأميركيين أو مواجهة تعرفات جمركية"، في حين تهدد قطر بوقف شحناتها من الغاز المسال إذا أقرت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تشريعًا يعاقب الشركات التي أخفقت في سد المعايير المطقة بشأن الانبعاثات الكربونية، وحقوق الإنسان والعمالة.
وتُعد الولايات المتحدة الأميركية أكبر مزود للغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد الأوروبي، في حين تحل قطر ثالثًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وكان هناك سبب آخر لسحب مخزونات الغاز في أوروبا، وهو أن القارة تشهد فترات من الطقس البارد، فضلًا عما يُسمّى "دنكل فلاوت" (Dunkelflaute) -الأيام التي لا تولّد فيها الألواح الشمسية ولا توربينات الرياح أي كهرباء-؛ وهو ما أدى إلى زيادة الطلب على الغاز لتوليد الكهرباء.
وقالت الباحثة العالمية في مركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا صوفي كوربو، إن الطلب على الغاز المسال في 9 دول بشمال غربي أوروبا هذا العام "تعافى من أدنى مستوياته في عام 2023"؛ إذ صعد 6% على أساس سنوي من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني.
واستنفدت بعض الدول مخزوناتها من الغاز بوتيرة أسرع من دول أخرى؛ إذ شهدت هولندا -على سبيل المثال- تراجعًا في أحجام الغاز المخزنة منذ بداية فصل الشتاء، في حين سجلت فرنسا انخفاضًا بنسبة 28%.
توقف الغاز الروسي
من المتوقع أن يتوقف الغاز الروسي الذي يتدفق عبر أوكرانيا إلى أوروبا كذلك في نهاية العام المقبل، مع انتهاء مدة صلاحية اتفاقية نقل الغاز.
ويمثّل هذا المسار قرابة 5% من واردات الغاز الآتية إلى الاتحاد الأوروبي، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال الأمين العام لهيئة يوروغاز (Eurogas) الصناعية، أندرياس جوث: "لا يبدو أن هناك قلقَا كبيرَا بشأن التوقف المحتمل للغاز الروسي عبر أوكرانيا".
يُشار إلى أن الاتفاق بين موسكو وكييف بشأن تمرير الإمدادات الروسية عبر أوكرانيا لدول شرق أوروبا ينتهي في 31 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين تعارض فيه كييف تمديد الاتفاق الخاص بعبور الغاز الروسي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1.تزايد وتيرة استهلاك مخزونات الغاز في أوروبا من فايننشال تايمز.