مع حلول فصل الشتاء، تزداد معاناة الأشخاص بدون مأوى في المناطق الجبلية حيث تضرب موجات البرد القارس هذه الفئة الهشة، التي غالبًا ما تجد نفسها تبحث عن ملاذ يحميها من قسوة الطقس في الشوارع والأزقة. في بلدة أفورار، بوابة إقليم أزيلال، تتجلى هذه المأساة بشكل واضح، شأنها شأن باقي القرى والمراكز التابعة للإقليم، حيث تتسم ليالي الشتاء ببرودة شديدة وتساقطات ثلجية في المرتفعات.
تخفيفا لهذه الظروف القاسية، أطلقت جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى في أزيلال، بشراكة مع المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني والسلطات المحلية، وبتنسيق مع جمعية شباب التطوع للأعمال الإنسانية والاجتماعية بأفورار والمجلس الجماعي للبلدة، ومركز شمس لرعاية المسنين بتنانت، حملة إنسانية تهدف إلى إيواء الأشخاص بدون مأوى.
وقد نجحت هذه المبادرة في نقل عدد من الأشخاص إلى مراكز متخصصة، مثل مركز الأمل للأشخاص في وضعية صعبة ومركز شمس لرعاية المسنين. وتأتي هذه الجهود لتحسين ظروف هذه الفئة المعيشية وضمان إدماجها الاجتماعي في المستقبل.
في هذا السياق، أكد هشام أحرار، رئيس جمعية النور لحماية الأشخاص بدون مأوى، أن أهداف المركز تتجاوز توفير المأوى، إذ تسعى المبادرة إلى تحقيق الإدماج الاجتماعي والتمكين الاقتصادي، خصوصا للنساء في وضعية هشة، بهدف تعزيز ثقتهن بأنفسهن وإعادة إدماجهن في المجتمع.
من جهته، أوضح إبراهيم مسطاج، ممثل المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بأزيلال، أن هذه الحملة تندرج في إطار مبادرة “حملة دفء” السنوية، مشيرا إلى أن موجة البرد الحالية دفعت الجميع إلى تكثيف الجهود لضمان نجاح الحملة وتحقيق أهدافها. وأضاف أن المحطة الأولى للحملة استهدفت مدينة أزيلال، بينما ركزت المحطة الثانية على بلدة أفورار.
تجدر الإشارة إلى أن ليالي إقليم أزيلال تشهد حاليًا برودة شديدة، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، مما يزيد من معاناة الأشخاص الذين يفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. وفي الوقت الذي تحتمي فيه الأسر بمنازلها، يبقى الأشخاص بدون مأوى في مواجهة مباشرة مع الظروف القاسية وصراع يومي للبقاء على قيد الحياة.
