أفاد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، بأن “المغرب سجل منذ زلزال الأطلس الكبير العنيف ما يصل إلى 10 آلاف هزة ارتدادية، سُجّلت غالبيتها خلال الفترة التي تلت الواقعة، تحديدا في الشهرين الأول والثاني”.
وما تزال عدد من أقاليم المملكة، خصوصا التي مسّها زلزال ثامن شتنبر 2023، تعرف هزات ارتدادية إلى اليوم، غير منتظمة زمنيا وجغرافيا، مما يثير الكثير من التساؤلات من قبل المحليين بخصوص الطبقات الأرضية لهذه الأقاليم وما إن كانت عادت إلى طبيعتها أم ليس بعد عقب مرور أزيد من سنة كاملة على “فاجعة الأطلس الكبير”.
وكشف جبور لهسبريس أنه “رغم هذا العدد الكبير الذي يعود أساسا إلى قوة الزلزال وقتها، إلا أن الهزات الارتدادية، سواء من ناحية الكم أو الشدّة، عرفت تراجعا ملحوظا، إذ كنا نسجل حوالي 35 هزة ارتدادية في اليوم، بينما صرنا في الآونة الأخيرة نسجل 3 إلى 4 هزات على الأكثر في اليوم”.
وبخصوص قوة هذه الهزّات، قال المسؤول ذاته: “كنا نتحدث عما بين 4 و5 درجات على سلم ريشتر في الأشهر الأولى، في حين صرنا في الآونة الأخيرة نتحدث عن هزات لا تتجاوز قوتها درجتين”.
في سياق متصل، تحدث ناصر جبور عن الهزة التي شعرت بها ساكنة إقليم ورزازات، إذ أفاد بأن “هذه الهزة سُجّلت ليلاً، بجماعة غْسات تحديدا، ووصلت شدتها إلى 3,4 درجات على سلم ريشتر لقياس شدة الزلازل”.
وزاد: “هذه الهزة التي عرفها إقليم ورزازات كانت معزولة، إذ لم يتم تسجيل نظيرة لها بالمنطقة منذ مدة، والأمر نفسه حتى على مستوى الشدة؛ وهذا من بين المظاهر التي توضح أن النشاط على العموم يبقى في منحى تنازلي تدريجي”.
كما ذكر أنه من المرجح “بقاء الهزات الزلزالية الارتدادية بارزة من حين إلى آخر بأقاليم شيشاوة والحوز وتارودانت وورزازات كذلك، إذ في الأساس تعرف هذه المناطق نشاطا عاديا كالذي نعرفه منذ سنوات ولدينا فكرة مسبقة بخصوصه”.
مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء طمأن في هذا الصدد بأن “النشاط الزلزالي الارتدادي انخفض بشكل كبير مقارنة مع الأشهر الأولى، حتى في منطقة ايغيل، بؤرة زلزال 8 شتنبر 2023؛ فنحن نتحدث اليوم عن انخفاض بواقع السدس تقريبا”.
واعتبر أن “هذا النشاط صار اليوم في مستوياته الدنيا حتى في مستوى الشدة، وهو ما يحاول المعهد الوطني للجيوفيزياء مواكبته بشكل متواصل وعلى مدار الساعة من خلال مصالحه وكوادره كما دأب على ذلك منذ زلزال الأطلس الكبير الأخير”.
وجوابا عن سؤال بخصوص استشراف مستوى ووتيرة الهزات الارتدادية في المراحل الزمنية المقبلة، ذكر ناصر جبور أن “البحث العلمي يحاول تفسير الظواهر الزلزالية والعلاقة بينها، سواء فيما يخص التواتر الزمني أو التوزيع الجغرافي، بينما يصعب التنبؤ بهذا الخصوص بشكل دقيق”.