حذر المقدم أميت ياجور، ضابط الاستخبارات الإسرائيلي السابق، من أن الشرق الأوسط يشهد تغييرات استراتيجية عميقة، مشيرًا إلى أن تركيا وقطر تسعيان للسيطرة على سوريا الجديدة وتشكيل نظام إقليمي جديد يتماشى مع مصالحهما.
وفي مقاله بصحيفة معاريف الإسرائيلية، قال ياجور إن "تركيا، تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، تعيد إحياء نموذج الدولة العثمانية من خلال مشروع يستهدف سوريا"، مشيرًا إلى أن هذا التحرك يأتي بعد انهيار ما يُعرف بمحور المقاومة الشيعي عقب سقوط النظام السوري.
رؤية تركيا لسوريا: تصريحات ومؤشرات
يشير ياجور إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك تسلط الضوء على طموحات تركيا الإقليمية تجاه سوريا. حيث أشار أردوغان في تصريحات سابقة - تم حذفها لاحقًا - إلى رؤيته لسوريا كجزء من "تركيا الكبرى".
كما تحدث وزير النقل التركي عن نية أنقرة بدء مفاوضات مع القيادة السورية الجديدة لترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط، وهو توجه مشابه لما قامت به تركيا مع حكومة الوفاق الليبية في عام 2019. حيث تم توقيع مذكرة تفاهم لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، متجاهلةً اعتراضات اليونان.
خطط تركية لإعادة تشكيل المنطقة
من بين التحركات التركية التي أشار إليها ياجور:
القضية الكردية:
تهدف تركيا إلى إنهاء أي وجود مسلح للأكراد في سوريا، مهددةً إما بتسليمهم أسلحتهم أو مواجهتهم عسكريًا.
مشروعات اقتصادية:
تعمل تركيا على تنفيذ مشروعات كبيرة في سوريا تشمل البحث عن موارد الطاقة، بالإضافة إلى تطوير البنية التحتية.
خط أنابيب الغاز:
يشير ياجور إلى احتمالية تمرير خط أنابيب لنقل الغاز من قطر عبر سوريا إلى تركيا لتصديره إلى أوروبا، وهو ما يعزز طموحات أنقرة في أن تصبح مركزًا إقليميًا لتسويق الغاز.
محور جديد بقيادة تركيا وقطر
يرى ياجور أن تحالفًا جديدًا بقيادة تركيا وقطر، يستند إلى أيديولوجية "الإخوان المسلمين"، بدأ يتشكل في المنطقة، حيث توفر قطر التمويل اللازم، بينما تقدم تركيا الدعم العسكري والمشروعات التنموية.
وأشار ياجور إلى أن هذا المحور يمثل تحديًا كبيرًا للتحالفات القائمة في المنطقة، خاصة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي في تركيا، لكنه أكد أن أنقرة لا تزال قادرة على تقديم دعم لوجستي وعسكري لسوريا.
أبعاد اقتصادية وطموحات إقليمية
يضيف ياجور أن تركيا تسعى لاستغلال موقعها الجغرافي لتحقيق مكاسب اقتصادية، خاصة في قطاع الطاقة. مع توقيع قطر اتفاقيات لتزويد ألمانيا بالغاز المسال، يُحتمل أن تصبح سوريا جزءًا من خط إمداد استراتيجي لنقل الغاز إلى أوروبا عبر تركيا.