أخبار عاجلة
سماع دوى انفجارات وسط العاصمة اليمنية صنعاء -

رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي.. قصة صراع الدول ...

رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي.. قصة صراع الدول ...
رحلة تطوير الذكاء الاصطناعي.. قصة صراع الدول ...

دائما ما تتنافس الدول الكبرى للوصول إلى أحدث الوسائل التكنولوجية للتفوق على منافسيها من الدول الأخرى، وهذا ما جعلنا نشهد خلال السنوات الأخيرة، التطوير الكبير لأنظمة الذكاء الاصطناعي، التي بالرغم من الأضرار المتعلقة بها في حالة الإستخدام السيء، إلا أنها أصحبت واحدة من أكثر الوسائل التي تساعد الجميع في حياتهم بشكل عام.

 

وبالرغم من اقتصار أنظمة الذكاء الاصطناعي على شركات محددة خلال العقود الماضية، إلا أن المنافسة جعلتها تتوسع لتصبح الدول من خلالها في سباق محموم لتطوير تقنياته، ودمجه في مختلف القطاعات الاقتصادية، نظرا للمكاسب الكبيرة التي تعود على الاقتصاد عند القيام بدمجها في منظومات العمل المختلفة.

747.jpg

وخلال 2024 أظهرت العديد من الدول تقدمها الكبير في تطوير الذكاء الاصطناعي، بينما الدول الأخرى تأخرت ولم تركز عليها بسبب الأزمات والمشاكل التي تعاني منها، وهذا ما جعل هناك أهمية لتسليط الضور على قصة صراع الدول الكبرى على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتوقعات رحلة التطوير خلال 2025.

 

 

الولايات المتحدة تتصدر الدول الرائدة

استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية، أن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا لأن أغلب الشركات العملاقة المتخصصة في منظومات الذكاء الاصطناعي هي شركات أمريكية، مما يجعل خطوات التطوير فيها بفعل المنافسة كبيرة في 2025، وهذا نظرا لتوجهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية ودعم زيادة معدلات النمو خلال الفترة المقبلة.

449.jpg

وتدعم خطط ترامب المستقبلية، اعتماده على ديفيد ساكس والمليادير إيلون ماسك، الذي يملك بالفعل شركة "إكس إيه آي" للذكاء الاصطناعي، وبات مستشارا رئيسيا لترامب.

 

لا يمكن قياس مستقبل الذكاء الاصطناعي بدقة، خصوصا أنه كقطاع منفصل لم يصل لمرحلة توليد الأرباح بما يعادل حجم الاستثمارات الضخم المطلوب لتطويره وتشغيله، ولكن هناك بعض المؤشرات التي قد تدل على زيادة اهتمام الشركات في أمريكا بهذا القطاع، وأبرز هذه المؤشرات تتمثل في الطلب على الطاقة. 

 

الصين أقوى منافس لأمريكا

دائما ما تتنافس الصين مع أمريكا في العديد من المجالات، ولكن في مجال الذكاء الاصطناعي هناك منافسة صعبة، نظرا لأن الدولة الآسيوية لديها شركات عاملة في هذا المجال، أبرزها "علي بابا" و"بايدو" و"آنت"، مما ساعدها على تطوير منتجات خاصة بها شبيهة بتلك الموجودة لدى الشركات الأمريكية، مثل النماذج اللغوية الضخمة، وتقنيات التعرف على الوجوه باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

735.jpg

وجعل هذا الأمر، الولايات المتحدة تدرك الخطر الكبير من منافسة الصين لها ف مجال الذكاء الاصطناعي، مما دفعها إلى فرض قيود على تصدير الرقائق إلى بكين، بحجة استخدامها في أغراض عسكرية، بالإضافة إلى شن حملات على الشركات الصينية العاملة في هذا المجال،  مما جعل الاقتصاد الصيني يواصل الدخول في مطبات أعاقت تقدم الشركات العاملة في القطاع، كان آخرها أزمة القطاع العقاري، حيث تشير هذه الظروف إلى أن العام الجديد قد يشهد العديد من التحديات في مجال التقنية الصينية والذكاء الاصطناعي.

 

فيتنام تجذب شركات صناعة التقنية

استغلت فيتنام الصراع الأمريكي الصيني، وتمكنت من جذب الكثير من الشركات الكبرى التي تعمل في صناعة التقنية، مما جعل الدولة الآسيوية تمثل علامة مضيئة في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث وصف البنك الدولي، في دراسة له خلال 2019، فيتنام بأنها متقدمة بشكل ملحوظ في ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، مما جعلها تكثف جهودها لجذب أكبر عدد من الشركات، وبتمكنت بالفعل من تحقيق مستهدفاتها، في جذب العديد من الشركات الكبرى، وعلى رأسها شركة "آبل".

336.jpg

كما تمكنت فيتنام من توقيع اتفاقية مع "إنفيديا"، في ديسمبر الجاري، تستهدف إنشاء مركز بحث وتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، كما وقعت اتفاقات تجارية مع العديد من الدول، من بينها دول الخليج، مما يساعد البلاد في تحقيق أهدافها التنموية في صناعة التكنولوجيا الفائقة بشكل عام، والذكاء الاصطناعي بشكل خاص. 

 

الهند على طريق النمو

على غرار فيتنام، استطاعت الهند أن تأخذ شوط كبير في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وهذا بالرغم من تمتعها باقتصاد رقمي متنام، حيث تعمل في الوقت الحالي على تطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، حيث خصصت الحكومة 1.2 مليار دولار ضمن مهمة "IndiaAI" لبناء مراكز بيانات ضرورية لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتسويق التقنيات، كما عقد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا" في أكتوبر الماضي، شراكة مع أغنى رجل في آسيا، موكيش أمباني، لتوفير بنية تحتية للذكاء الاصطناعي.

 

كما قررت شركة "إنفيديا" العالمية، مساعدة شركات عدة في الهند، من بينها "تك ماهيندرا" التي تعمل على بناء نموذج لغوي كبير باللغة الهندية، مما يشير إلى أن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لم تجهز بعد لمنافسة عمالقة هذه الصناعة، إلا أن الدولة تحقق تقدما في القطاع، ويجعلها تسير على طريق النمو خلال 2025.

 

السعودية تفتح أبوابها

ودخلت المملكة العربية السعودية على خط المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال فتح أبوابها أمام مجال الذكاء الاصطناعي وعملية دمج التقنية في اقتصادها، حيث تمكنت من إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي بنهاية 2020، مما ساعدها في حجز مقعد لها في المرتبة الأولى عالميا على مؤشر الاستراتيجية الحكومية ضمن التصنيف العالمي للذكاء الاصطناعي الصادر عن "تورتواز إنتلجنس" العام الماضي. 

 

ولم تكتف بهذا الأمر فقط، ولكنها أعلنت عن تأسيس "آلات" أيضا بهدف بناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي يتوقع أن يصل حجم أعمالها إلى 460.5 مليار دولار بحلول 2033، بالإضافة إلى إطلاق "الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي" (سدايا)، التي تهدف إلى تنظيم وتطوير التعامل في القطاعين.

 

الإمارات لاعبة رئيسية في القطاع

ولم تكتف دول الخليج بلاعب واحد فقط، ولكن الإمارات أيضا تعتبر لاعب أساسي في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تعتبرلا الدولة الوحيدة التي لديها منصب وزاري للذكاء الاصطناعي، ويشغله عمر العلماء، والذي تقع عليه مهمة تطوير هذا القطاع، في محاولة من الدولة الخليجية لتنويع اقتصادها، ولأن تتحول إلى مركز إقليمي لتصنيع أشباه الموصلات. 

 

وفي محاولة لتعزيز هذه الاستراتيجية، أطلقت الإمارات شركة "جي 42" للذكاء الاصطناعي، والتي يشمل داعموها شركة حقوق الملكية الخاصة الأميركية العملاقة "سيلفر ليك"، و"مبادلة للاستثمار"، وهي أحد صناديق الثروة السيادية في أبوظبي وتناهز قيمتها 302 مليار دولار. كما حصلت مؤخراً على استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار من شركة "مايكروسوفت" بعد الاتفاق على إنهاء أي تعاون مع الصين. 

كما أطلقت الدولة أيضاً نماذج لغوية خاصة بها، وهي "فالكون" و"جايس"، ولكن المسيرة تواجه أيضا بعض التحديات، أهمها إقناع الولايات المتحدة بأن الإمارات تُعتبر شريكاً استراتيجياً لها، خصوصاً مع تقييد إدارة جو بايدن لصادرات الرقائق إلى المنطقة. 

 

أفول نجم بعض الدول 

وبالرغم من النهضة الكبيرة التي سجلتها الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك عدة دول أفل نجمها بسبب التحديات التي تمر بها، والتي يأتي من أبرزها أزمات تايوان التي عانت منها خلال مسيرتها في الذكاء الاصطناعي، حيث تواجه هذه الدولة التي تعد موطنا لـ"تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ" إحدى أكبر اللاعبين في العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، معضلة معقدة، تتمثل في خطر غزوها من قبل الصين، التي تعتبر الجزيرة جزءا لا يتجزأ منها.

 

معضلة الاتحاد الأوروبي

أقر الاتحاد الأوروبي مؤخراً قانون الأسواق الرقمية، الذي يهدف إلى تنظيم البيئة الرقمية، ما أثار غضب الكثير من شركات التكنولوجيا، خصوصاً بعد فرض غرامات قياسية عليها، وهذا في الوقت الذي تعصف به الأزمات في أكبر اقتصادات التكتل، فألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد على أبواب انتخابات مبكرة، في حين أن فرنسا تعاني أزمة سياسية أسقطت الحكومة، ما يعني أن القدرة على الإنفاق لمجاراة الدول الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي، ضعيفة. 

 

ورغم أن الاتحاد لديه العديد من الشركات الكبرى العاملة في هذا القطاع، إلا أن أمامه شوطا طويلا لمنافسة الشركات الكبرى في الولايات المتحدة والصين في هذا المجال، خصوصا إذا لم يعمد لمعالجة مخاوف الشركات التكنولوجية، ومن دون تقديم دعم حكومي سخي.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ندوة دولية تلامس التفاعلات بين قانون الأعمال ورهانات التحول الرقمي
التالى أسعار الفراخ البيضاء في بورصة الدواجن اليوم الجمعة 27 ديسمبر